حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 1 -صفحه : 529/ 178
نمايش فراداده

قليل الماء إذا تنجس كان طهره بالكثير منالجاري أو الراكد.

و أجيب بأن المراد يطهر غيره و لا يطهرهغيره.

و يرد عليه أيضا بأنه على إطلاقه غيرمستقيم، لانتقاضه بالبئر، فان تطهيرهابالنزح، و الماء النجس يطهر باستحالتهملحا، و الماء القليل إذا كان نجسا و تممكرا بمضاف لم يسلبه الإطلاق، فإنه في جميعهذه الصور قد طهر الماء غيره.

و أجيب عن ذلك (اما عن الأول) فبانا لا نسلمان مطهر البئر حقيقة هو النزح بل هو فيالحقيقة الماء النابع منها شيئا فشيئا بعدإخراج الماء المنزوح. و لا يخلو من ضعف. بلالتحقيق الجواب بعدم نجاسة البئربالملاقاة، و حينئذ فأصل الاعتراض بالبئرساقط.

و (اما عن الثاني) فبان الماء قد عدمبالكلية فلم يبق هناك ماء مطهر بغيره. ومثله ايضا الماء النجس إذا شربه حيوانمأكول اللحم و استحال بولا، فإنه يخرج عنالحقيقة الأولى الى حقيقة أخرى.

و (اما عن الثالث) فبعد تسليم ذلك يمكن انيقال: المطهر هنا هو مجموع الماء البالغكرا لا المضاف وحده.

و يمكن الجواب عن أصل الإشكال بأن الماءمتى تنجس فطهره بممازجة الكثير له على وجهيستهلك النجس فيه، و هذا لا يسمى في العرفتطهيرا، لاضمحلال النجس حينئذ، و حينئذيصدق ان الماء لا يطهر. و في الحديث حينئذدلالة على اعتبار الممازجة في المطهر دونمجرد الاتصال كما هو أحد القولين، و لعلهذا المعنى أقرب من الأول، لسلامته منالتكلفات.

(المقالة الثالثة) [في نجاسة كل ماء بتغيرهبالنجاسة]

لا خلاف و لا إشكال في أن الماء الجاري بلكل ماء ينجس باستيلاء النجاسة على أحدأوصافه الثلاثة أعني اللون أو الطعم أوالريح.