حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 10 -صفحه : 548/ 18
نمايش فراداده

الشيخ سليمان بن عبد اللَّه البحراني، وقد نقل انه كتب رسالة شريفة في وجوب الوفاءبالوعد و لم أقف عليها. و ما ذكره (قدس سره)هو ظاهر الآية الشريفة أعني قوله تعالى«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَتَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَمَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُواما لا تَفْعَلُونَ».

و نقل شيخنا المشار إليه في رسالتهالصلاتية عن بعض معاصريه- و كتب في الحاشيةإنه المحقق المدقق الشيخ احمد بن محمد بنيوسف البحراني- انه استدل على اعتبارالمروة في معنى العدالة بقول الكاظم (عليهالسلام) في حديث هشام بن الحكم المروي فيالكافي «لا دين لمن لا مروة له و لا مروةلمن لا عقل له» و اعترضه بأنه خفي عليه اناستعمال المروة بالمعنى الذي ذكرهالأصحاب غير معروف في كلامهم (عليهمالسلام) و حينئذ فالأظهر حملها على بعضالمعاني المروية عنهم (عليهم السلام) فيتفسيرها. و هو جيد، و أشار بالمعانيالمروية عنهم (عليهم السلام) الى ما قدمناذكره من الأخبار الواردة بتفسيرها. ثمقال، و يمكن حملها على كمال الإنسانية و هوفعل ما يليق و ترك ما لا يليق.

أقول: و يؤيده أن المروة لا تعتبر في أصلالدين إجماعا فلا بد ان يحمل نفى الدين عنمن لا مروة له على نفى الكمال فتحمل المروةعلى كمال الإنسانية كما فسرها به بعضشارحي الكتاب.

(الثاني)- القول بأنها عبارة عن مجردالإسلام مع عدم ظهور الفسق‏

و نقل هذا القول عن جماعة من المتقدمينكابن الجنيد و الشيخ في الخلاف و الشيخالمفيد في كتاب الاشراف بل ادعى في الخلافالإجماع عليه و دلالة الأخبار، و قالالبحث عن عدالة الشهود ما كان في أيامالنبي (صلّى الله عليه وآله) و لا أيامالصحابة