الشيخ سليمان بن عبد اللَّه البحراني، وقد نقل انه كتب رسالة شريفة في وجوب الوفاءبالوعد و لم أقف عليها. و ما ذكره (قدس سره)هو ظاهر الآية الشريفة أعني قوله تعالى«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَتَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَمَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُواما لا تَفْعَلُونَ».
و نقل شيخنا المشار إليه في رسالتهالصلاتية عن بعض معاصريه- و كتب في الحاشيةإنه المحقق المدقق الشيخ احمد بن محمد بنيوسف البحراني- انه استدل على اعتبارالمروة في معنى العدالة بقول الكاظم (عليهالسلام) في حديث هشام بن الحكم المروي فيالكافي «لا دين لمن لا مروة له و لا مروةلمن لا عقل له» و اعترضه بأنه خفي عليه اناستعمال المروة بالمعنى الذي ذكرهالأصحاب غير معروف في كلامهم (عليهمالسلام) و حينئذ فالأظهر حملها على بعضالمعاني المروية عنهم (عليهم السلام) فيتفسيرها. و هو جيد، و أشار بالمعانيالمروية عنهم (عليهم السلام) الى ما قدمناذكره من الأخبار الواردة بتفسيرها. ثمقال، و يمكن حملها على كمال الإنسانية و هوفعل ما يليق و ترك ما لا يليق.
أقول: و يؤيده أن المروة لا تعتبر في أصلالدين إجماعا فلا بد ان يحمل نفى الدين عنمن لا مروة له على نفى الكمال فتحمل المروةعلى كمال الإنسانية كما فسرها به بعضشارحي الكتاب.
و نقل هذا القول عن جماعة من المتقدمينكابن الجنيد و الشيخ في الخلاف و الشيخالمفيد في كتاب الاشراف بل ادعى في الخلافالإجماع عليه و دلالة الأخبار، و قالالبحث عن عدالة الشهود ما كان في أيامالنبي (صلّى الله عليه وآله) و لا أيامالصحابة