حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 14 -صفحه : 496/ 315
نمايش فراداده

بالعمرة إلى الحج أفضل من المفرد السائقللهدي».

و صحيحة زرارة عن ابى عبد الله (عليهالسلام) قال: «المتعة و الله أفضل، و بهانزل القرآن و جرت السنة».

و صحيحة عبد الله بن سنان قال: «قلت لأبيعبد الله (عليه السلام):

انى قرنت العام و سقت الهدي؟ فقال: و لمفعلت ذلك؟ التمتع و الله أفضل لا تعودن»الى غير ذلك من الاخبار الكثيرة.

قيل: و وجه التسمية، اما في الافرادفلانفصاله عن العمرة و عدم ارتباطه بها، واما القران فلاقتران الإحرام بسياقالهدي، و اما التمتع فهو لغة: التلذذ والانتفاع، و انما سمي هذا النوع بذلك لمايتخلل بين عمرته و حجه من التحلل المقتضىلجواز الانتفاع و التلذذ بما كان حرمهالإحرام قبله، مع الارتباط بينهما وكونهما كالشي‏ء الواحد، فيكون التمتعالواقع بينهما كأنه حاصل في أثناء الحج أولأنه يربح ميقاتا، لانه لو أحرم بالحج منميقات بلده لكان يحتاج بعد فراغه من الحجالى ان يخرج إلى أدنى الحل فيحرم بالعمرةمنه، و إذا تمتع استغنى عن الخروج، لانهيحرم بالحج من جوف مكة، قال الله تعالىفَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَىالْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَالْهَدْيِ و معنى التمتع بها الى الحجالانتفاع بثوابها و التقرب بها الى الله(تعالى) قبل الانتفاع بالحج الى وقت الحج،فيجتمع حينئذ التقربان أو المنتفع بها إذافرغ منها باستباحة ما كان محرما الى وقتالتلبس بالحج، فالباء سببية. و هذانالمعنيان ذكرهما الزمخشري في الكشاف والنيشابوري في تفسيره على ما نقله فيالمدارك.