حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 17 -صفحه : 440/ 22
نمايش فراداده

دابته حين توجه ليرمي الجمار عند مضرب عليبن الحسين (عليهما السلام) فقلت له: جعلتفداك لم نزلت هاهنا؟ فقال: إن هذا مضرب عليبن الحسين (عليهما السلام) و مضرب بني هاشمو أنا أحب أن امشي في منازل بني هاشم».

أقول: المفهوم من هذه الأخبار بضم بعضهاإلى بعض هو التخيير بين الركوب و المشي منغير تفضيل في جانب أحدهما على الآخر، لأنجملة منها قد تضمنت أنهم (عليهم السلام)كانوا يرمون مشاة، و جملة أخرى تضمنت أنهم(عليهم السلام) كانوا يرمون ركبانا، و دعوىحمل أخبار المشي على الفضل و الاستحباب وأخبار الركوب على الجواز- كما يفهم منالمدارك و غيره- يحتاج الى دليل.

و بالجملة فهذه أخبار المسألة التي وقفتعليها، و لا يظهر لي منها وجه رجحان وتفضيل لأحد الأمرين، كما لا يخفى علىالمتأمل، و دعوى أن المشي أشق، و أفضلالأعمال أحمزها مع كونه خارجا عن أدلةالمسألة غير مسلم على إطلاقه.

و (منها) الرمي خذفا على المشهور، و قال السيد المرتضى رضىالله عنه:

«مما انفردت به الإمامية القول بوجوبالخذف بحصى الجمار، و هو أن يضع الراميالحصاة على إبهام يده اليمنى و يدفعهابظفر إصبعه الوسطى».

و وافقه ابن إدريس، فقال بالوجوب، و ربماكان منشأه الاعتماد على الإجماع المفهوممن كلامه، و إن لم يذهب إليه غيره على مايفهم من كلام الأصحاب (رضوان الله تعالىعليهم) و منهم العلامة في المختلف، حيث‏