حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 17 -صفحه : 440/ 375
نمايش فراداده

ويل لهؤلاء الذين يتمون الصلاة بعرفاتأما يخافون الله، فقيل له: فهو سفر فقال: وأى سفر أشد منه أقول: و هذه الروايات مع صحةأسانيدها واضحة الدلالة، صريحة المقالةفي إيجاب التقصير على من قصد أربعة فراسخ،رجع ليومه أو لغده، ما لم يقطع سفره بأحدالقواطع المعلومة، و فيها رد ظاهر للقولالمشهور من التقييد بالرجوع ليومه، و ردللقول بالتخيير بين القصر و الإتمام بقصدالأربعة كما ذهب إليه في المدارك، و ماارتكبه فيها من التأويل ضعيف لا يعول، وسخيف لا يلتفت اليه، كما تقدم تحقيق القولفي المسألة في كتاب الصلاة

الفصل السابع [في حج آدم‏]

روى في الكافي عن على بن حسان عن عمه عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبد الله (عليهالسلام) «قال: ان آدم (عليه السلام) لما حبطفي الأرض هبط على الصفا، و لذلك سمى الصفا،لان المصطفى هبط عليه، فقطع للجبل اسم مناسم آدم لقول الله عز و جل «إِنَّ اللَّهَاصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَإِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَىالْعالَمِينَ» و أهبطت حواء على المروة، وانما سميت المروة لأن المرأة هبطت عليهافقطعت للجبل اسم من اسم المرأة، و هماجبلان عن يمين الكعبة، و شمالها، فقال آدمحين فرق بينه و بين حواء ما فرق بيني و بينزوجتي الا و قد حرمت على، فاعتزلها و كانيأتيها بالنهار فيتحدث إليها، فإذا كانالليل خشي أن تغلبه نفسه عليها رجع فباتعلى الصفا، و لذلك سمى النساء لانه لم يكنلادم أنس غيرها فمكث آدم بذلك ما شاء اللهان يمكث، لا يكلمه الله و لا يرسل اليهرسولا و الرب سبحانه يباهي بصبرهالملائكة، فلما بلغ الوقت الذي يريد اللهعز و جل أن يتوب على آدم فيه أرسل إليهجبرائيل (عليه السلام) فقال: السلام عليكيا آدم الصابر لبليته التائب عن خطيئته،ان الله عز و جل بعثني إليك لأعلمك مناسكالتي يريد