حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 17 -صفحه : 440/ 385
نمايش فراداده

لم يزالوا على شي‏ء من الحنيفية، يصلونالرحم، و يقرون الضيف و يحجون البيت، ويقولون اتقوا مال اليتيم، فان مال اليتيمعقال، و يكفون عن أشياء من المحارم مخافةالعقوبة، و كانوا لا يملى لهم إذا انتهكواالمحارم، و كانوا يأخذون من لحاء شجرالحرم فيعلقونه في أعناق الإبل، فلا يجترئأحد أن يأخذ من تلك الإبل حيثما ذهبت و لايجترئ أحد أن يعلق من غير لحاء شجر الحرم،أيهم فعل ذلك عوقب، و أما اليوم فأملى لهم،و لقد جاء أهل الشام فنصبوا المنجنيق علىأبى قبيس، فبعث الله عليهم سحابة كجناحالطير، فأمطرت عليهم صاعقة فأحرقت سبعينرجلا حول المنجنيق».

الفصل التاسع [في استحباب توقير الحاج‏]

روى في الكافي عن على بن عبد الله عن أبىعبد الله عليه السلام، «قال: كان على بنالحسين عليه السلام، يقول: يا معشر من لميحج استبشروا بالحاج إذا قدموا، و صافحوهمو عظموهم، فان ذلك يجب عليكم تشاركوهم فيالأجر» و عن سليمان بن جعفر الجعفري عمنرواه عن ابى عبد الله عليه السلام قال كانعلى ابن الحسين يقول بادروا بالسلام علىالحاج و المعتمر و مصافحتهم قبل انتخالطهم الذنوب.

و روى في الفقيه مرسلا قال «قال أبو جعفرعليه السلام، و قروا الحاج و المعتمر فانذلك واجب عليكم» و روى فيه أيضا مرسلا«قال: قال الصادق عليه السلام: ان رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يقولللقادم من مكة قبل الله منك و أخلف عليكنفقتك و غفر ذنبك» و روى الشيخ في التهذيبعن عبد الوهاب بن صباح عن أبيه «قال:

لقي مسلم مولى أبى عبد الله عليه السلامصدقة الاجدب و قد قدم من مكة فقال له مسلم:

الحمد لله الذي يسر سبيلك و هدى دليلك، وأقدمك بحال عافية و قد قضى الحج و أعان علىالسعة، فقبل الله منك و أخلف عليك نفقتك، وجعلها حجة مبرورة و لذنوبك طهورا،