حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 23 -صفحه : 642/ 20
نمايش فراداده

ما يتلذذون بشي‏ء من الجنة أشهى عندهم منالنكاح لا طعام و لا شراب».

أقول: في هذا الخبر رد على بعض القاصرينالزاعمين أن تلذذ أهل الجنة بالنساء إنماهو بالتقبيل و المعانقة و أنه لا نكاحفيها.

و مما يرد قوله زيادة على الخبر المذكوروصفه عز و جل الحور العين بالبكارة في مقامالمدح لهن، و وعد المؤمنين بهن، و لو لا أنالمقصود جماعهم لما كان لهذا المدح معنىبالكلية.

و من الثاني: ما رواه في الكافي عن هشام بنسالم «عن أبي عبد الله عليه السلام قال:جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم فشكى إليه الحاجة، فقال: تزوج،فتزوج فوسع عليه».

و عن الوليد بن صبيح «قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: من ترك التزويج مخافةالفقر فقد أساء الظن بالله عز و جل، إنالله عز و جل يقول إِنْ يَكُونُوافُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْفَضْلِهِ»، إلى غير ذلك من الأخبارالكثيرة.

و جميع هذه الأخبار ظاهرة في استحبابالتزويج و الحث عليه لمن تاقت نفسه أو لمتتق، بل ظاهر الأخبار الأولى، أن من لم تتقنفسه للنساء و لم يحبهن فهو ناقص الايمان.

و التزويج حينئذ مستحب له ليحصل به تمامالايمان و الفوز بعلو الشأن.

الفائدة الخامسة: فيما يحمد من صفاتالنساء

الموجبة لحسنهن و جمالهن، و الأوصافالموجبة لخيريتهن و شريتهن، و أن لا يقتصرفي التزويج على المال و الجمال بل يكونهمته الدين و الولد و نحوهما مما سيأتيذكره في الأخبار إن شاء الله تعالى.