والثواب مشخصة للمرأة، فمع أنها حرمت منالصلاة على أساس (دع الصلاة أيام أقرائك)،لكنها تستطيع ان تحصل على ثواب الصلاة بأنتتوضاً وتجلس في مصلاها باتجاه القبلةوتذكر بمقدار الصلاة. ولا يمكن القول: ثوابهذا العمل أقل، أو أن القيام به صعب.الطريق مفتوح وإذا لم يرد الشخص ان يجاهدفهذا على عاتقه، ولو كان في هذا المقدارحرج لما أمر به الدين. بعض الأوامر يقومالدين بتبديلها إلى أمر آخر بشكل مؤقتللسهولة، مثلاً يقول للمسافر أن يصلي بدلأربعة ركعات ركعتين، ولكن لتعويض ثوابتينك الركعتين الناقصتين يقول له ان يأتيبالتسبيحات الأربع ثلاثين أو أربعين مرةبعد الصلاة. هذه طريقة ترميم، وفي مجالالمراة هكذا أيضاً ولا يمكن القول إن هذاحرج، وإذا كان الوضوء حرجاً لها أو صعباًيتبدل الوضوء ليس إلى تيمم كما في الحالالعادي، هنا يتبدل الوضوء إلى تيمم،والوضوء ليس رافع حدث في المسألة، بل هو منأجل أن يكون للإنسان هذا التأدب، ويستطيعان يستفيد بصورة أصح من ذلك الذكر. بناءعلى هذا فان القرآن ما لم يفتح طريقاً، لايسد طريقاً.
هذه الشبهة طرحت في زمن رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم وأجاب عليها بجملةقصيرة، وهذا السؤال والجواب ذكره الأستاذالعلامة الطاطبائي ـ رضوان الله عليه ـ فيتفسير الميزان نقلاً عن كتاب (الدرالمنثور في التفسير بالمأثور) خلال (البحثالروائي) لبعض آيات سورة النساء (1).
يتبين أن هذا النوع من الأسئلةوالاشكالات كان مطروحاً في زمن رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم.
(1) تفسير الميزان، ج 4، ص 37.