مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 119
نمايش فراداده

القسم كقولك زيد ليأتينك و لو قلت بغيرلام لم يجز و كذلك تقول بعين ما أرينك وبجهد ما تبلغن و في عضة ما ينبتن شكيرها ولو قلت بعين أرينك بغير ما لم يجز فدخول ماهاهنا كدخول اللام في أنها تؤكد أولالكلام و تؤكد النون آخره و الأمر و النهيو الاستفهام تدخل النون فيه و إن لم يكنمعه ما إذ كان الأمر و النهي مما يشتدالحاجة إلى التوكيد فيه و الاستفهام مشبهبه إذ كان معناه أخبرني و النون إنما تلحقللتوكيد فلذلك كان من مواضعها قال اللهتعالى «لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّيفاعِلٌ ذلِكَ غَداً» قال الزجاج و إنمافتح ما قبل النون في قوله«يَأْتِيَنَّكُمْ» لسكون الياء و سكونالنون الأولى قال أبو علي و لو كان كذلكلما حرك في نحو هل تضربن و نحوه من الصحيحلأن الساكنين لا يلتقيان في هذا النحو و فيهذا ما يدل على أن هذه الحركة للبناء دونما ذكره من التقاء الساكنين و جواب الشرطفي الفاء مع الشرط الثاني و جزائه لأنالشرط و جوابه بمنزلة المبتدأ و الخبرفكما أن المبتدأ لا يتم إلا بخبره فكذلكالشرط لا يتم إلا بجزائه و لك أن تجعل خبرالمبتدأ جملة هي مبتدأ و خبر كقولك زيدأبوه منطلق فكذلك أن التي للجزاء إذا كانجوابه بالفاء و وقع بعد الفاء الكلاممستأنفا صلح أن يكون جزاء و غير جزاء تقولإن تأتني فأنت مكرم و لك أن تقول أن تأتنيفمن يكرمك أكرمه فقوله «فَإِمَّايَأْتِيَنَّكُمْ» شرط و يأتينكم في موضعالجزم بإن و جزاؤه الفاء و ما بعده من قوله«فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ» الآية و من فيموضع الرفع بالابتداء و تبع في موضع الجزمبالشرط و جزاؤه الفاء و ما بعده و هو قوله«فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ» و لا خوف عليهمجملة اسمية «وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ» جملةاسمية معطوفة على الجملة التي قبلها والفاء مع ما بعده في موضع جزم بالجزاءلقوله «فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ» و الشرط والجزاء مع معنى حرف الشرط الذي تضمنته منفي موضع رفع بأنها خبر المبتدأ الذي هو منثم الفاء و ما بعده من قوله «فَمَنْ تَبِعَهُدايَ» الآية في موضع جزم بأنه جزاءلقوله «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ» و هذافي المقدمات القياسية يسمى الشرطيةالمركبة و ذلك أن المقدم فيها إذا وجب وجبالتالي المركب عليه.

المعنى‏

ثم بين تعالى إهباطهم إلى الأرض فقال«اهْبِطُوا» أي انزلوا و الخطاب لآدم وحواء على ما ذكرناه من الاختلاف فيه فيماتقدم و اختلف في تكرار الهبوط فقيل الهبوطالأول من الجنة إلى السماء و هذا الهبوط منالسماء إلى الأرض عن أبي علي و قيل إنماكرر للتأكيد و قيل إنما كرر لاختلافالحالين فقد بين بقوله «وَ قُلْنَااهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ»إن الإهباط إنما كان في حال عداوة بعضهملبعض و بين بقوله «قُلْنَا اهْبِطُوا