مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 156
نمايش فراداده

اللغة

«لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ» أي لن نصدقك يقالآمن به و آمن له بدلالة قول تعالى «قالَفِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ» و في موضع آخرآمنتم له و الرؤية الإدراك بالبصر ثميستعمل بمعنى العلم يقال رأى ببصره رؤية ورأى من الرأي رأيا و رأيت رؤيا حسنة والرواء المنظر في البهاء و الجمال والمرآة التي ينظر فيها و جمعها المرائي وتراءيت بالمرآة إذا نظرت فيها و جاء في الحديث لا و يتراءى أحدكم بالماء أي لا ينظر فيه و تراءى القوم إذا رأىبعضهم بعضا و تراءى فلان لفلان إذا تصدى لهليراه و يحذفون الهمزة من رأيت في كل كلمةتكون راؤها ساكنة تقول رأيت أرى و الأصلأرأى و أريته فلانا أريه فأنا مري و هو مريو الأصل أ رأيته أرايه و أثبتوها في موضعينمرئي و أرأت الناقة و الشاة إذا عرف في لونضرعها أنها قد أقربت و الرأي حسن الشارة والهيأة قال جرير:


  • و كل قوم لهم رأي و مختبر و ليس في تغلبرأي و لا خبر

  • و ليس في تغلبرأي و لا خبر و ليس في تغلبرأي و لا خبر

و الجهر و العلامة و المعاينة نظائر يقالجهر بكلامه و بقراءته جهرا إذا أعلن و رجلجهير ذو رواء و كلام جهير و صوت جهير أي عالو الفعل منه جهر جهارة و جهرني الرجل أيراعني جماله و ضد الجهر السر و أصل البابالظهور و حقيقة الجهر ظهور الشي‏ء معاينةو الفرق بين الجهر و المعاينة أن المعاينةترجع إلى حال المدرك و الجهرة ترجع إلى حالالمدرك و قد تكون الرؤية غير جهرة كالرؤيةفي النوم و الرؤية بالقلب فإذا قال جهرة لميكن إلا رؤية العين على التحقيق دونالتخييل و الصاعقة على ثلاثة أوجه (أحدها)نار تسقط من السماء كقوله «وَ يُرْسِلُالصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ»(و الثاني) الموت في قوله «فَصَعِقَ مَنْفِي السَّماواتِ» و قوله «فَأَخَذَتْكُمُالصَّاعِقَةُ» و (الثالث) العذاب في قوله«أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَصاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ».

الإعراب‏

«حَتَّى نَرَى» حتى بمعنى إلى و هي الجارةللاسم و انتصب نرى بعدها بإضمار أن كماينتصب الفعل بعد اللام بإضمار أن و أن معالفعل في تأويل المصدر و في موضع جر بحتىثم أن الجار و المجرور في موضع نصب بأنهمفعول لن نؤمن و جهرة مصدر وضع موضع الحال.

المعنى‏

«وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى‏ لَنْنُؤْمِنَ لَكَ» أي لن نصدقك في قولك إنكنبي مبعوث «حَتَّى نَرَى اللَّهَجَهْرَةً» أي علانية فيخبرنا بأنك نبيمبعوث و قيل معناه أنا لا نصدقك فيما تخبربه من صفات الله تعالى و ما يجوز عليه و مالا يجوز عليه حتى نرى الله جهرة أي علانيةو عيانا فيخبرنا بذلك و قيل أنه لما جاءهمبالألواح و فيها التوراة قالوا لن‏