مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 199
نمايش فراداده

اللغة

الحديث و الخبر و النبأ نظائر مشتق منالحدوث و كأنه إخبار عن حوادث الزمان والفتح في الأصل فتح المغلق و قد يستعمل فيمواضع كثيرة فمنها الحكم يقال اللهم افتحبيني و بين فلان أي احكم يَقُولُونَ مَتى‏هذَا الْفَتْحُ أي متى هذا القضاء و يومالفتح يوم القضاء و قال الشاعر:


  • أ لا أبلغ بني عصم رسولا فإني عنفتاحتكم غني‏

  • فإني عنفتاحتكم غني‏ فإني عنفتاحتكم غني‏

و يقال للقاضي الفتاح و منها التعليم يقالافتح علي هذا أي علمني ما عندك فيه و منهاالنصرة يقال استفتحه أي أطلب منه النصر ومنه قوله إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْجاءَكُمُ الْفَتْحُ و يستعمل في فتحالبلدان يقال فتح المسلمون أرض كذا والمحاجة و المجادلة و المناظرة نظائرفالمحاجة أن يحتج كل واحد من الخصمين علىصاحبه و الحجة الوجه الذي به يكون الظفرعند الحجاج و يقال حاججته فحججته‏ و في الحديث فحج آدم موسى‏ أي غلبه في الحجة و أصله من القصد و منهالحج و هو القصد إلى بيت الله الحرام علىوجه مخصوص فالحجة هي النكتة المقصودة فيتصحيح الأمور.

النزول‏

روي عن أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال كان قوممن اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئينإذا لقوا المسلمين حدثوهم بما في التوراةمن صفة محمد فنهاهم كبراؤهم عن ذلك و قالوالا تخبروهم بما في التوراة من صفة محمدفيحاجوكم به عند ربكم فنزلت هذه الآية و قال مجاهد نزلت في بني قريظة لما قال لهمالنبي (ص) يا إخوة القردة و الخنازير قالوا من أخبر محمدا بهذا ما خرج إلا منكمو قال السدي هؤلاء ناس من اليهود آمنوا ثمنافقوا فكانوا يحدثون المؤمنين من العرببما عذب به أسلافهم فقال بعضهم لبعض أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذابليحاجوكم به فيقولون نحن أكرم على اللهمنكم.

المعنى‏

ثم ذكر الله سبحانه خصلة أخرى من خصالهمالذميمة فقال «وَ» هم الذين «إِذا لَقُواالَّذِينَ آمَنُوا» أي رأوهم «قالُواآمَنَّا» أي صدقنا بمحمد أنه نبي صادقنجده في كتابنا بنعته و صفته و بما صدقتمبه و أقررنا بذلك أخبر الله تعالى عنهمأنهم تخلقوا بأخلاق المنافقين و تحلوابحليتهم و استنوا بسنتهم «وَ إِذا خَلابَعْضُهُمْ إِلى‏ بَعْضٍ» أي إذا خلا بعضهؤلاء اليهود الذين وصفهم الله إلى بعضمنهم فصاروا في خلاء و هو