مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 239
نمايش فراداده

بالمؤمنين من حيث كانوا هم المهتدين بهالعاملين بما فيه و إن كان هدى لغيرهم أيضاو قيل أراد بالهدى الرحمة و الثواب فلذلكخصه بالمؤمنين و معنى البشرى أن فيهالبشارة لهم بالنعيم الدائم و إن جعلتمصدقا و هدى و بشرى حالا لجبريل فالمعنىأنه يصدق بكتب الله الأولى و يأتي بالهدى والبشرى و إنما قال سبحانه «عَلى‏قَلْبِكَ» و لم يقل على قلبي على العرفالمألوف كما تقول لمن تخاطبه لا تقل للقومأن الخبر عندك و يجوز أن تقول لا تقل لهم أنالخبر عندي و كما تقول قال القوم جبريلعدونا و يجوز أن تقول قالوا جبريل عدوهم وأما قوله تعالى: «مَنْ كانَ عَدُوًّالِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ»فمعناه من كان معاديا لله أي يفعل فعلالمعادي من المخالفة و العصيان فإن حقيقةالعداوة طلب الإضرار به و هذا يستحيل علىالله تعالى و قيل المراد به معاداةأوليائه كقوله إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَاللَّهَ و قوله «وَ مَلائِكَتِهِ» أي ومعاديا لملائكته «وَ رُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَ مِيكالَ» و إنما أعاد ذكرهمالفضلهما و منزلتهما كقوله تعالى «فِيهِمافاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ» و قيلإنما أعاد ذكرهما لأن اليهود قالت جبريلعدونا و ميكائيل ولينا فخصهما الله بالذكرلأن النزاع جرى فيهما فكان ذكرهما أهم ولئلا تزعم اليهود أنهما مخصوصان من جملةالملائكة و ليسا بداخلين في جملتهم فنصالله تعالى عليهما ليبطل ما يتأولونه منالتخصيص ثم قال «فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّلِلْكافِرِينَ» و لم يقل فإنه و كرر اسمالله لئلا يظن أن الكناية راجعة إلىجبرائيل أو ميكائيل و لم يقل لهم لأنه قديجوز أن ينتقلوا عن العداوة بالإيمان و قدطعن بعض الملحدة في هذا فقال كيف يجوز أنيقول عاقل أنا عدو جبريل و ليس هذا القولمن اليهود بمستنكر و لا عجب مع ما أخبرالله تعالى عن قولهم بعد مشاهدتهم فلقالبحر و الآيات الخارقة للعادة اجْعَلْلَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ و قولهمأَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً و عبادتهمالعجل و غير ذلك من جهالاتهم.

سورة البقرة (2): آية 99

وَ لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍبَيِّناتٍ وَ ما يَكْفُرُ بِها إِلاَّالْفاسِقُونَ (99)

اللغة

الآية العلامة التي فيها عبرة و قيلالعلامة التي فيها الحجة و البينة الدلالةالفاصلة الواضحة بين القضية الصادقة والكاذبة مأخوذة من إبانة أحد الشيئين منالآخر ليزول التباسه به.