مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 268
نمايش فراداده

موضع آخر وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ و قوله «وَ ما تُقَدِّمُوالِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ» أي من طاعة وإحسان و عمل صالح «تَجِدُوهُ عِنْدَاللَّهِ» أي تجدوا ثوابه معدا لكم عندالله و قيل معناه تجدوه مكتوبا محفوظا عندالله ليجازيكم به و في هذه الآية دلالة علىأن ثواب الخيرات و الطاعات لا يضيع و لايبطل و لا يحبط لأنه إذا أحبط لا تجدونه وقوله «إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَبَصِيرٌ» أي لا يخفى عليه شي‏ء من أعمالكمسيجازيكم على الإحسان بما تستحقونه منالثواب و على الإساءة بما تستحقونه منالعقاب فاعملوا عمل من يستيقن أنه يجازيهعلى ذلك من لا يخفى عليه شي‏ء من عمله و فيهذا دلالة على الوعد و الوعيد و الأمر والزجر و إن كان خبرا عن غير ذلك في اللفظ.

سورة البقرة (2): آية 111

وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَإِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى‏تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوابُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ(111)

اللغة

في هود ثلاثة أقوال (أحدها) أنه جمع هائدكعائذ و عوذ و عائط و عوط و هو جمع للمذكر والمؤنث على لفظ واحد و الهائد التائبالراجع إلى الحق (و ثانيها) أن يكون مصدرايصلح للواحد و الجمع كما يقال رجل فطر وقوم فطر و رجل صوم و قوم صوم (و ثالثها) أنيكون معناه إلا من كان يهودا فحذفت الياءالزائدة و البرهان و الحجة و الدلالة والبيان بمعنى واحد و هو ما أمكن الاستدلالبه على ما هو دلالة عليه مع قصد فاعله إلىذلك و فرق علي بن عيسى بين الدلالة والبرهان بأن قال الدلالة قد تنبئ عن معنىفقط لا يشهد بمعنى آخر و قد تنبئ عن معنىيشهد بمعنى آخر و البرهان ليس كذلك لأنهبيان عن معنى ينبئ عن معنى آخر و قد نوزع فيهذا الفرق و قيل أنه محض الدعوى.

الإعراب‏ قالوا جملة فعلية و الجنة ظرف مكان ليدخلو إلا هاهنا لنقض النفي و من موصول و هو معصلته مرفوع الموضع بأنه فاعل يدخل و لنيدخل مع ما بعده معمول قالوا و إن حرف شرط وجوابه محذوف و تقديره إن كنتم صادقينفهاتوا برهانكم.

المعنى‏

ثم حكى سبحانه نبذا من أقوال اليهود ودعاويهم الباطلة فقال «وَ قالُوا