مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 1 -صفحه : 398/ 46
نمايش فراداده

أصحابك عدل أي ذوو عدل و يجوز أن يكون لماأضاف السمع إليهم دل على معنى إسماعهم قالالشاعر:


  • بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض و أماجلدها فصليب‏

  • فبيض و أماجلدها فصليب‏ فبيض و أماجلدها فصليب‏

و قال الآخر (في حلقكم عظم و قد شجينا) أي في حلوقكم و الغشاوة الغطاء و كل مااشتمل على الشي‏ء بني على فعالة نحوالعمامة و القلادة و العصابة و كذلك أسماءالصناعات كالخياطة و القصارة و الصياغةلأن معنى الصناعة الاشتمال على كل ما فيهاو كذلك كل من استولى على شي‏ء فاسم مااستولى عليه الفعالة كالإمارة و الخلافة وغير ذلك و سمي القلب قلبا لتقلبه بالخواطرقال الشاعر:


  • ما سمي القلب إلا من تقلبه و الرأي يعزبو الإنسان أطوار

  • و الرأي يعزبو الإنسان أطوار و الرأي يعزبو الإنسان أطوار

و الفؤاد محل القلب و الصدر محل الفؤاد وقد يعبر عن القلب بمحله كقوله«لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ» و قال «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» يعني بهالقلب في الموضعين و العذاب استمرار الألميقال عذبته تعذيبا و عذابا و يقال عذبالماء إذا استمر في الحلق و حمار عاذب وعذوب إذا استمر به العطش فلم يأكل من شدةالعطش و فرس عذوب مثل ذلك و أعذبته عنالشي‏ء بمعنى فطمته و العظيم الكبير يقالهو عظيم الجثة و عظيم الشأن سمي سبحانهعظيما و عظمته كبرياؤه.

المعنى‏

قيل في معنى الختم وجوه (أحدها) أن المرادبالختم العلامة و إذا انتهى الكافر منكفره إلى حالة يعلم الله تعالى أنه لا يؤمنفإنه يعلم على قلبه علامة و قيل هي نكتةسوداء تشاهدها الملائكة فيعلمون بها أنهلا يؤمن بعدها فيذمونه و يدعون عليه كماأنه تعالى يكتب في قلب المؤمن الإيمان ويعلم عليه علامة تعلم الملائكة بها أنهمؤمن فيمدحونه و يستغفرون له و كما طبع علىقلب الكافر و ختم عليه فوسمه بسمة تعرف بهاالملائكة كفره فكذلك وسم قلوب المؤمنينبسمات تعرفهم الملائكة بها و قد تأول علىمثل هذا مناولة الكتاب باليمين و الشمالفي أنها علامة أن المناول باليمين من أهلالجنة و المناول بالشمال من أهل النار وقوله تعالى «بَلْ طَبَعَ اللَّهُعَلَيْها بِكُفْرِهِمْ» يحتمل أمرينأحدهما أنه طبع عليها جزاء للكفر و عقوبةعليه و الآخر أنه طبع عليها بعلامة كفرهمكما تقول طبع عليه بالطين و ختم عليهبالشمع (و ثانيها) أن المراد بالختم علىالقلوب إن الله شهد عليها و حكم بأنها لاتقبل الحق كما يقال أراك تختم على كل مايقوله فلان أي تشهد