الربح و الهداية فإن التاجر قد يخسر و لايربح و يكون على هدى فإن قيل كيف قال «فَمارَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ» في موضع ذهبت فيهرءوس أموالهم فالجواب أنه ذكر الضلالة والهدى فكأنه قال طلبوا الربح فلم يربحوا وهلكوا و المعنى فيه أنه ذهبت رءوس أموالهمو يحتمل أن يكون ذكر ذلك على التقابل و هوأن الذين اشتروا الضلالة بالهدى لم يربحواكما أن الذين اشتروا الهدى بالضلالة ربحوا..
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِياسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ماحَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ(17)
المثل و المثل و الشبه نظائر و حقيقةالمثل ما جعل كالعلم على معنى سائر يشبهفيه الثاني بالأول و مثاله قول كعب بنزهير:
فمواعيد عرقوب علم في كل ما لا يصح منالمواعيد و منه التمثال لأنه يشبه الصورةو الذي قد يوضع موضع الجمع كقوله تعالى:«وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَبِهِ» ثم قال «أُولئِكَ هُمُالْمُتَّقُونَ» قال الشاعر:
و استوقد بمعنى أوقد مثل استجاب بمعنىأجاب و قيل استوقد أي طلب الوقود و الوقودبفتح الواو الحطب و النار جوهر مضيء حارمحرق و أصله من النور يقال نار و أنار واستنار بمعنى و المنارات العلامات و أضاءيكون لازما و متعديا يقال أضاء الشينبنفسه و أضاء غيره و الذي في الآية متعد والترك للشيء و الكف عنه و الإمساك نظائرو الظلمات جمع ظلمة و أصلها انتقاص الحق منقوله وَ لَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً أيلم تنقص و منه و من أشبه أباه فما ظلم أي ماانتقص حق الشبه و الإبصار إدراك الشيءبحاسة البصر يقال أبصر بعينه و الإبصاربالقلب مشبه به.
مثلهم مبتدأ و كمثل الذي خبره و الكافزائدة تقديره مثلهم مثل الذي استوقد ناراو نحوه قوله «لَيْسَ كَمِثْلِهِ» أي ليسمثله شيء و استوقد نارا و ما اتصل به من