مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 110
نمايش فراداده

و قيل إن الكلام في موضعه من غير تقديم وتأخير و معناه و لئن أصابكم فضل من اللهليقولن هذا المبطئ قول من لا تكون بينه وبين المسلمين مودة أي كأنه لم يعاقدكم علىالإيمان و لم يظهر لكم مودة على حال ياليتني كنت معهم أي يتمنى الغنيمة دون شهودالحرب و ليس هذا من قول المخلصين فقد عدواالتخلف في إحدى الحالتين نقمة من الله وتمنوا الخروج معهم في إحدى الحالتين لأجلالغنيمة و ليس ذلك من أمارات المودة و علىهذا فيكون قوله «كَأَنْ لَمْ تَكُنْبَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُ مَوَدَّةٌ» فيموضع النصب على الحال و قال أبو عليالجبائي أنه حكاية عن المنافقين قالواللذين أقعدوهم عن الجهاد «كَأَنْ لَمْتَكُنْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمَوَدَّةٌ» أي بين محمد مودة فتخرجوا معهلتأخذوا معه من الغنيمة و إنما قالوا ذلكليبغضوا إليهم رسول الله «يا لَيْتَنِيكُنْتُ مَعَهُمْ» و هذا التمني من قولالمبطئين القاعدين تمنوا أن يكونوا معهمفي تلك الغزوة «فَأَفُوزَ فَوْزاًعَظِيماً» أي أصيب غنيمة عظيمة و آخذ حظاوافرا منها.

سورة النساء (4): آية 74

فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِالَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَالدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَ مَنْ يُقاتِلْفِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْيَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراًعَظِيماً (74)

اللغة

يقال شريت بمعنى بعت و اشتريت بمعنى ابتعتو يشرون يبيعون و قال يزيد ابن مفرغ:

و شريت بردا ليتني من بعد برد كنت هامة و برد اسم غلامه.

الإعراب

«فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ» عطف على«يُقاتِلْ» و جواب الشرط «فَسَوْفَنُؤْتِيهِ».

المعنى

لما أخبر الله سبحانه في الآية الأولى إنقوما يتأخرون عن القتال أو يبطؤن المؤمنينعنه حث في هذه الآية على القتال فقال«فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» هذاأمر من الله و ظاهر أمره يقتضي الوجوب أيفليجاهد في سبيل الله أي في طريق دين الله«الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَالدُّنْيا بِالْآخِرَةِ» أي الذين يبيعونالحياة الفانية بالحياة الباقية و يجوزيبيعون الحياة