أبي عبيدة و قيل المطولة في ارتفاع عنالزجاج و غيره «وَ إِنْ تُصِبْهُمْحَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِاللَّهِ» اختلف في من حكى عنهم هذهالمقالة فقيل هم اليهود قالوا ما زلنانعرف النقص في أثمارنا و مزارعنا منذ قدمعلينا هذا الرجل عن الزجاج و الفراء فعلىهذا يكون معناه و إن أصابهم خصب و مطرقالوا هذا من عند الله و إن أصابهم قحط وجدب قالوا هذا من شؤم محمد كما حكى عن قومموسى وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌيَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَ مَنْ مَعَهُذكره البلخي و الجبائي و هو المروي عنالحسن و ابن زيد و قيل هم المنافقون عبدالله بن أبي و أصحابه الذين تخلفوا عنالقتال يوم أحد و قالوا للذين قتلوا فيالجهاد لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا فعلى هذا يكون معناه إن يصبهمظفر و غنيمة قالوا هذا من عند الله و إنيصبهم مكروه و هزيمة قالوا هذه من عندك يامحمد بسوء تدبيرك و هو المروي عن ابن عباسو قتادة و قيل هو عام في اليهود والمنافقين و هو الأصح و قيل هو حكاية عمنسبق ذكره قبل الآية و هم الذين يقولونرَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَاالْقِتالَ و تقديره و إن تصب هؤلاء حسنةيقولوا هذه من عند الله «وَ إِنْتُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِمِنْ عِنْدِكَ» قال ابن عباس و قتادةالحسنة و السيئة السراء و الضراء و البؤس والرخاء و النعم و المصيبة و الخصب و الجدبو قال الحسن و ابن زيد هو القتل و الهزيمة والظفر و الغنيمة «قُلْ» يا محمد «كُلٌّمِنْ عِنْدِ اللَّهِ» أي جميع ما مضى ذكرهمن الموت و الحياة و الخصب و الجدب من عندالله و بقضائه و قدره و لا يقدر أحد على ردهو دفعه ابتلى بذلك عباده ليعرضهم لثوابهبالشكر عند العطية و الصبر على البلية«فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ» أي ما شأنهؤلاء المنافقين «لا يَكادُونَيَفْقَهُونَ حَدِيثاً» أي لا يقربون فقهمعنى الحديث الذي هو القرآن لأنهم يبعدونمنه بإعراضهم عنه و كفرهم به و قيل معناهلا يفقهون حديثا أي لا يعلمون حقيقة مايخبرهم به أنه من عند الله من السراء والضراء على ما وصفناه.
ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَاللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍفَمِنْ نَفْسِكَ وَ أَرْسَلْناكَلِلنَّاسِ رَسُولاً وَ كَفى بِاللَّهِشَهِيداً (79)
رسولا منصوب بأرسلناك و إنما ذكره تأكيدالأن أرسلناك دل على أنه رسول و شهيدا نصبعلى التمييز و معنى من في قوله «مِنْحَسَنَةٍ» و «مِنْ سَيِّئَةٍ» التبيين ولو قال إن أصابك من حسنة كانت من زائدة لامعنى لها.