مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 186
نمايش فراداده

الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ «إِنَّكُمْإِذاً مِثْلُهُمْ» يعني إنكم إذاجالستموهم على الخوض في كتاب الله و الهزءبه فأنتم مثلهم و إنما حكم بأنهم مثلهملأنهم لم ينكروا عليهم مع قدرتهم علىالإنكار و لم يظهروا الكراهة لذلك و متىكانوا راضين بالكفر كانوا كفارا لأن الرضابالكفر كفر و في الآية دلالة على وجوبإنكار المنكر مع القدرة و زوال العذر و إنمن ترك ذلك مع القدرة عليه فهو مخطئ آثم وفيها أيضا دلالة على تحريم مجالسة الفساقو المبتدعين من أي جنس كانوا و به قالجماعة من أهل التفسير و ذهب إليه عبد اللهبن مسعود و إبراهيم و أبو وائل قال إبراهيمو من ذلك إذا تكلم الرجل في مجلس يكذبفيضحك منه جلساؤه فيسخط الله عليهم و بهقال عمر بن عبد العزيز و روي أنه ضرب رجلاصائبا كان قاعدا مع قوم يشربون الخمر و روى العياشي بإسناده عن علي بن موسى الرضا(ع) في تفسير هذه الآية قال إذا سمعت الرجليجحد الحق و يكذب به و يقع في أهله فقم منعنده و لا تقاعده‏ و روي عن ابن عباس أنه قال أمر الله تعالىفي هذه الآية باتفاق و نهى عن الاختلاف والفرقة و المراء و الخصومة و به قال الطبريو البلخي و الجبائي و جماعة من المفسرين وقال الجبائي و أما الكون بالقرب منهم بحيثيسمع صوتهم و لا يقدر على إنكارهم فليسبمحظور و إنما المحظور مجالستهم من غيرإظهار كراهية لما يسمعه أو يراه قال و فيالآية دلالة على بطلان قول نفاة الأعراض وقولهم ليس هاهنا شي‏ء غير الأجسام لأنهقال «حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍغَيْرِهِ» فأثبت غيرا لما كانوا فيه و ذلكهو العرض «إِنَّ اللَّهَ جامِعُالْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِيجَهَنَّمَ جَمِيعاً» أي إن الله يجمعالفريقين من أهل الكفر و النفاق فيالقيامة في النار و العقوبة فيها كمااتفقوا في الدنيا على عداوة المؤمنين والمظاهرة عليهم.

سورة النساء (4): آية 141

الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْكانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُواأَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَ إِنْ كانَلِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَ لَمْنَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَفَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَالْقِيامَةِ وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُلِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَسَبِيلاً (141)