مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 213
نمايش فراداده

و غلا بسهمه غلوا إذا رمى به أقصى الغاية وتغالى الرجلان تفاعلا من ذلك و أصل المسيحالممسوح سماه الله بذلك لتطهيره إياه منالذنوب و الأدناس التي تكون في الآدميين وقيل أنه سرياني و أصله مشيحا فعربت كماعربت أسماء الأنبياء و قيل أنه ليس مثل ذلكفإن إسحاق و يعقوب و إسماعيل و غيرها أسماءلا صفات و المسيح صفة و لا يجوز أن يخاطبالله خلقه في صفة شي‏ء إلا بما يفهم و أماالدجال فإنه سمي المسيح لأنه ممسوح العيناليمني أو اليسرى و عيسى ممسوح البدن من الأدناس و الآثام كماروي عن النبي (ص).

الإعراب

ثلاثة خبر مبتدإ محذوف دل عليه ظاهرالكلام و تقديره لا تقولوا هم ثلاثة و كذلككل ما ورد من مرفوع بعد القول لا رافع معهففيه إضمار اسم رافع لذلك الاسم و إنما جازذلك لأن القول حكاية و الحكاية تكون لكلامتام «انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ» قد ذكرناوجه النصب في خيرا فيما قبل و أن يكون فيموضع نصب أي سبحانه من أن يكون فلما حذفحرف الجر وصل إليه الفعل فنصبه و قيل فيموضع جر و قد مر نظائره.

المعنى

ثم عاد سبحانه إلى حجاج أهل الكتاب فقال«يا أَهْلَ الْكِتابِ» قيل أنه خطابلليهود و النصارى عن الحسن قال لأنالنصارى غلت في المسيح فقالت هو ابن الله وبعضهم قال هو الله و بعضهم قال هو ثالثثلاثة الأب و الابن و روح القدس و اليهودغلت فيه حتى قالوا ولد لغير رشدة فالغلولازم للفريقين و قيل للنصارى خاصة عن أبيعلي و أبي مسلم و جماعة من المفسرين «لاتَغْلُوا فِي دِينِكُمْ» أي لا تفرطوا فيدينكم و لا تجاوزوا الحق فيه «وَ لاتَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّاالْحَقَّ» أي قولوا إنه جل جلاله واحد لاشريك له و لا صاحبة و لا ولد و لا تقولوا فيعيسى أنه ابن الله أو شبهه فإنه قول بغيرالحق «إِنَّمَا الْمَسِيحُ» و قد ذكرنامعناه و قيل سمي بذلك لأنه كان يمسح الأرضمشيا «عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» هذا بيانلقوله المسيح يعني أنه ابن مريم لا ابنالله كما يزعمه النصارى و لا ابن أب كماتزعمه اليهود «رَسُولُ اللَّهِ» أرسلهالله إلى الخلق لا كما زعم الفرقتانالمبطلتان «وَ كَلِمَتُهُ» يعني أنه حصلبكلمته التي هي قوله كن عن الحسن و قتادة وقيل معناه أنه يهتدي به الخلق كما اهتدوابكلام الله و وحيه عن أبي علي الجبائي وقيل معناه بشارة الله التي بشر بها مريمعلى لسان الملائكة كما قال و إذ قالتالملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة و هوالمراد بقوله «أَلْقاها