مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 255
نمايش فراداده

اللغة

الميثاق اليمين المؤكدة لأنها يستوثق بهامن الأمر و أصل النقيب في اللغة من النقب وهو الثقب الواسع و نقيب القوم كالكفيل والضمين ينقب عن الأسرار و مكنون الإضمار ومنه نقاب المرأة و منه المناقب الفضائللأنها تظهر بالتنقيب عليها و النقب الطريقفي الجبل و يقال نقب الرجل على القوم ينقبإذا صار نقيبا و صناعته النقابة و لقد نقبو كذلك عرف عليهم إذا صار عريفا و نكبعليهم ينكب نكابة إذا صار منكبا و هو عونالعريف و النقاب الرجل العالم بالأشياءالذكي القلب الكثير البحث عن الأمور والنقبة أول الجرب و جمعها النقب و النقبقال:

متبذلا تبدو محاسنه يضع الهناء مواضعالنقب‏ و أصل الباب كله معناه التأثير الذي لهعمق و دخول فمن ذلك نقبت الحائط أي بلغت فيالنقب آخره و من ذلك النقبة في الجرب لأنهداء شديد الدخول و النقبة السراويل التيلا رجلين لها قد بولغ في فتحها و إنما قيلنقيب لأنه يعلم دخيلة أمور القوم و يعرفمناقبهم و هو الطريق إلى معرفة أمورهم قالأبو عبيدة التعزير التوقير و أنشد:

و كم من ماجد لهم كريم و من ليث يعزر فيالندي‏ أي يعظم و العزر الرد و المنع في قولالفراء تقول عزرت فلانا إذا أدبته و فعلتبه ما يردعه عن القبيح و منه التعزير فيالنصرة و التعظيم لأن ذلك يمنع صاحبه ممنأراده بسوء و الضلال الركوب على غير هدى وسواء كل شي‏ء وسطه.

الإعراب

إنما قال «قَرْضاً» و لم يقل إقراضا لأنهرده إلى قرض قرضا فإن في أقرضتم معنى القرضو هذا كقوله «وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْمِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» و لم يقل إنباتاو قال امرؤ القيس:

(و رضت فذلت صعبة أي إذلال) لأن في رضت معنى أذللت.

المعنى

لما بين سبحانه خيانة اليهود و همهم بقتلهو أنه دفع عنه شرهم عقبه بذكر أحوال اليهودو خبث سرائرهم و قبح عادتهم في خيانة الرسلتسلية لنبيه فيما هموا به فقال‏