معصية أخرى يعلم صاحبها أنها معصية لأنهتعالى علق بالتوبة حكما لا تخل به الإقامةعلى معصية هي السكر أو غيره.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِالْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35)
أصل الاتقاء في اللغة الحجز بين الشيئينيقال اتقى السيف بالترس و يقال اتقواالغريم بحقه و الوسيلة فعيلة من قولهمتوسلت إليه أي تقربت قال عنترة بن شداد:
و يقال وسل إليه أي تقرب قال لبيد:
(بلى كل ذي رأي إلى الله واسل) فمعنى الوسيلة الوصلة و القربة.
لما تقدم ذكر القتل و المحاربين عقب ذلكبالموعظة و الأمر بالتقوى فقال «ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ» أي اتقوا معاصيه و اجتنبوها «وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ» أياطلبوا إليه القربة بالطاعات عن الحسن ومجاهد و عطا و السدي و غيرهم فكأنه قالتقربوا إليه بما يرضيه من الطاعات و قيلالوسيلة أفضل درجات الجنة عن عطا أيضا و روي عن النبي (ص) أنه قال سلوا الله ليالوسيلة فإنها درجة في الجنة لا ينالهاإلا عبد واحد و أرجو أن أكون أنا هو و روى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عنعلي (ع) قال في الجنة لؤلؤتان إلى بطنانالعرش إحداهما بيضاء و الأخرى صفراء في كلواحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحدة فالبيضاء الوسيلةلمحمد (ص) و أهل بيته و الصفراء لإبراهيم وأهل بيته «وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ» أي في طريقدينه مع أعدائه، أمر سبحانه بالجهاد فيدين الله لأنه وصلة إلى ثوابه و الدليل علىالشيء طريق إلى العلم به و التعرضللشيء طريق إلى الوقوع فيه و اللطف طريقإلى طاعة الله و الجهاد في سبيل الله قديكون باليد و اللسان و القلب و بالسيف والقول و الكتاب «لَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ» أي لكي تظفروا بنعيم الأبد والمعنى اعملوا على رجاء الفلاح و الفوز وقيل لعل و عسى من الله واجب فكأنه قالاعملوا لتفلحوا.