مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 349
نمايش فراداده

الرشى في الأحكام و قيل أكلهم الربا وأثمان الشحوم ثم أقسم سبحانه فقال«لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ» أي بئسشيئا فعلهم «تَرى‏ كَثِيراً مِنْهُمْ» أيمن اليهود «يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَكَفَرُوا» يريد كفار مكة عنى بذلك كعب بنالأشرف و أصحابه حين استجاشوا المشركينعلى رسول الله و ذكرنا ذلك عند قوله وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِأَهْدى‏ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواسَبِيلًا و قال أبو جعفر الباقر (ع) يتولون الملوكالجبارين و يزينون لهم أهواءهم ليصيبوا مندنياهم‏ و في هذا توبيخ لأولئك القوم و تنبيه علىسوء فعالهم و خبث عقائدهم «لَبِئْسَ ماقَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ» أي بئسما قدموا من العمل لمعادهم في الآخرة«أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ» أي سخطالله عليهم «وَ فِي الْعَذابِ هُمْخالِدُونَ» و ذهب ابن عباس و مجاهد و الحسنإلى أن هذه الآية في المنافقين من اليهود والكناية في قوله «مِنْهُمْ» عائدة إليهم ويؤكده ما بعد هذه الآية.

سورة المائدة (5): آية 81

وَ لَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَااتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَ لكِنَّكَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (81)

المعنى

«وَ لَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»أي لو كانوا يصدقون الله «وَ النَّبِيِّ»محمد (ص) «وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِ» منالقرآن و يعتقدون ذلك على الحقيقة كمايظهرونه «مَا اتَّخَذُوهُمْ» يعنيالكافرين «أَوْلِياءَ» عن ابن عباس والحسن و مجاهد و قيل المراد بالنبي موسى وبما أنزل إليه التوراة فيكون المراد بهماليهود الذين جاهروا بالعداوة لرسول اللهو التولي للمشركين و يكون معنى الموالاةالتناصر و المعاونة على محاربة النبي (ص) ومعاداته و يجوز أن يكون يريد الموالاة علىالحقيقة «وَ لكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْفاسِقُونَ» وصفهم بالفسق و إن كان الكفرأبلغ في باب الذم لأمرين (أحدهما) أنهمخارجون عن أمر الله و هذا المعنى لا يظهربأن يصفهم بالكفر (و الآخر) أن الفاسق فيكفره هو المتمرد فيه و الكلام يدل على أنهمفاسقون في كفرهم أي خارجون إلى التمرد فيه.