أصله التعدية و قيل إنهما لغتان و الحواريخالصة الرجل و خلصاءه من الخبز الحواريلأنه أخلص لبه من كل ما يشوبه و أصلهالخلوص و منه حار يحور إذا رجع إلى حالالخلوص ثم كثر حتى قيل لكل راجع.
ثم بين سبحانه تمام نعمته على عيسى فقال«وَ إِذْ أَوْحَيْتُ» أي و اذكر إذ أوحيت«إِلَى الْحَوارِيِّينَ» أي ألهمتهم وقيل ألقيت إليهم بالآيات التي أريتهمإياها و مضى الكلام في الحواريين في سورةآل عمران و هم وزراء عيسى عن قتادة وأنصاره عن الحسن «أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي» أي صدقوا بي و بصفاتي و بعيسىأنه عبدي و نبيي «قالُوا» أي قالالحواريون «آمَنَّا» أي صدقنا «وَاشْهَدْ» يا الله «بِأَنَّنامُسْلِمُونَ».
إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَىابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَأَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَالسَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْكُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قالُوا نُرِيدُأَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَ تَطْمَئِنَّقُلُوبُنا وَ نَعْلَمَ أَنْ قَدْصَدَقْتَنا وَ نَكُونَ عَلَيْها مِنَالشَّاهِدِينَ (113)
قرأ الكسائي وحده هل تستطيع بالتاء ربكبالنصب و الباقون «يَسْتَطِيعُ» بالياء«رَبُّكَ» مرفوع و أدغم الكسائي اللام فيالتاء.
وجه قراءة الكسائي أن المراد هل تستطيعسؤال ربك و ذكروا الاستطاعة في سؤالهم لالأنهم شكوا في استطاعته و لكن كأنهم ذكروهعلى وجه الاحتجاج عليه منهم كأنهم قالواإنك مستطيع فما يمنعك و مثل ذلك قولكلصاحبك أ تستطيع أن تذهب عني فإني مشغول أياذهب لأنك غير عاجز عن ذلك و «أَنْيُنَزِّلَ» على هذه القراءة متعلقبالمصدر المحذوف لا يستقيم الكلام إلا علىتقدير ذلك أ لا ترى أنه لا يصح أن تقول هلتستطيع أن يفعل غيرك فأن ينزل في موضع نصببأنه مفعول به و التقدير هل تستطيع أن تسألربك إنزال مائدة من السماء علينا و روي عن أبي عبد الله (ع) ما يقارب هذاالتقدير قال يعني