مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 59
نمايش فراداده

القاسم البلخي (و ثالثها) إن معناه لاتقتلوا أنفسكم بأن تهلكوها بارتكابالآثام و العدوان في أكل المال بالباطل وغيره من المعاصي التي تستحقون بها العذاب(و رابعها) ما روي عن أبي عبد الله (ع) أن معناه لاتخاطروا بنفوسكم في القتال فتقاتلوا من لاتطيقونه‏ «إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً» أيلم يزل بكم رحيما و كان من رحمته أن حرمعليكم قتل الأنفس و إفساد الأموال «وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ» قيل إن ذلك إشارةإلى أكل الأموال بالباطل و قتل النفس بغيرحق و قيل إشارة إلى المحرمات في هذه السورةمن قوله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُواالنِّساءَ كَرْهاً» و قيل إشارة إلى فعلكل ما نهى الله عز و جل عنه من أول السورة وقيل إلى قتل النفس المحرمة خاصة عن عطا«عُدْواناً وَ ظُلْماً» قيل هما واحد وأتي بهما لاختلاف اللفظين كما قال الشاعر:

" و ألفى قولها كذبا و مينا" و قيل العدوان تجاوز ما أمر الله به والظلم أن يأخذه على غير وجه الاستحقاق وقيل إنما قيده بالعدوان و الظلم لأنه أرادبه المستحلين «فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً»أي نجعله صلى نار و نحرقه بها «وَ كانَذلِكَ» أي إدخاله النار و تعذيبه فيها«عَلَى اللَّهِ» سبحانه «يَسِيراً» هينالا يمنعه منه مانع و لا يدفعه عنه دافع و لايشفع عنده إلا بإذنه شافع.

سورة النساء (4): آية 31

إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ماتُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْسَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْمُدْخَلاً كَرِيماً (31)

القراءة

قرأ أبو جعفر و نافع مدخلا كريما مفتوحةالميم و قرأ الباقون «مُدْخَلًا» بالضم.

الحجة‏

قال أبو علي من قرأ مدخلا يحتمل أن يكونمصدرا و أن يكون مكانا فإن حملته علىالمصدر أضمرت له فعلا دل عليه الفعلالمذكور و تقديره ندخلكم فتدخلون مدخلا وإن حملته على المكان فتقديره ندخلكم مكاناكريما و هذا أشبه هنا لأن المكان قد وصفبالكريم في قوله تعالى «وَ مَقامٍكَرِيمٍ» و من قرأ مدخلا فيجوز فيه أيضا أنيكون مكانا و أن يكون مصدرا.

اللغة

الاجتناب المباعدة عن الشي‏ء و تركهجانبا و منه الأجنبي و يقال ما يأتينا فلانإلا عن جنابة أي بعد قال علقمة بن عبيدة:

فلا تحرمني نائلا عن جنابة و إني امرؤوسط القباب غريب‏