مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 130
نمايش فراداده

به صاحبه لم يكن إثما ذكره الضحاك و الأصحالقول الأول لأنه يعم الجميع «إِنَّالَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ» أييعملون المعاصي التي فيها الآثام ويرتكبون القبائح «سَيُجْزَوْنَ» أيسيعاقبون «بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ»بما كانوا يكسبون و يرتكبون.

سورة الأنعام (6): آية 121

وَ لا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِاسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ إِنَّهُلَفِسْقٌ وَ إِنَّ الشَّياطِينَلَيُوحُونَ إِلى‏ أَوْلِيائِهِمْلِيُجادِلُوكُمْ وَ إِنْأَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْلَمُشْرِكُونَ (121)

المعنى‏‏

ثم أكد سبحانه ما تقدم بقوله «وَ لاتَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُاللَّهِ عَلَيْهِ» يعني عند الذبح منالذبائح و هذا تصريح في وجوب التسمية علىالذبيحة لأنه لو لم يكن كذلك لكان تركالتسمية غير محرم لها «وَ إِنَّهُلَفِسْقٌ» يعني و إن أكل ما لم يذكر اسمالله عليه لفسق و في هذا دلالة على تحريمأكل ذبائح الكفار كلهم أهل الكتاب و غيرهممن سمي منهم و من لم يسم لأنهم لا يعرفونالله تعالى على ما ذكرناه من قبل فلا يصحمنهم القصد إلى ذكر اسمه فأما ذبيحةالمسلم إذا لم يسم الله تعالى عليها فقداختلف في ذلك فقيل لا يحل أكلها سواء تركالتسمية عمدا أو نسيانا عن مالك و داود وروي ذلك عن الحسن و ابن سيرين و به قالالجبائي و قيل يحل أكلها في الحالين عنالشافعي و قيل يحل أكلها إذا ترك التسمية ناسيا بعدأن يكون معتقدا لوجوبها و يحرم أكلها إذاتركها متعمدا عن أبي حنيفة و أصحابه و هوالمروي عن أئمتنا (ع) «وَ إِنَّ الشَّياطِينَ» يعني علماءالكافرين و رؤساءهم المتمردين في كفرهم«لَيُوحُونَ» أي يؤمون و يشيرون «إِلى‏أَوْلِيائِهِمْ» الذين اتبعوهم من الكفار«لِيُجادِلُوكُمْ» في استحلال الميتة قالالحسن كان مشركو العرب يجادلون المسلمينفيقولون لهم كيف تأكلون مما تقتلونه أنتمو لا تأكلون مما قتله الله و قتيل اللهأولى بالأكل من قتيلكم فهذه مجادلتهم وقال عكرمة إن قوما من مجوس فارس كتبوا إلىمشركي قريش و كانوا أولياءهم في الجاهليةأن محمدا و أصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمرالله ثم يزعمون أن ما ذبحوه حلال و ما قتلهالله حرام فوقع ذلك في نفوسهم فذلكإيحاؤهم إليهم و قال ابن عباس معناه و إنالشياطين من الجن و هم إبليس و جنودهليوحون إلى أوليائهم من الإنس و الوحي‏