مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 219
نمايش فراداده

الملازمون لها «هُمْ فِيها خالِدُونَ»باقون فيها على وجه الدوام و التأييد.

سورة الأعراف (7): آية 37

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَىاللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِأُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَالْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْرُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُواأَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِاللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْكانُوا كافِرِينَ (37)

اللغة‏‏

النيل وصول النفع إلى العبد إذا أطلق فإنقيد وقع على الضرر لأن أصله الوصول إلىالشي‏ء من نلت أنال نيلا قال امرؤ القيس:


  • سماحة ذا و بر ذا و وفاء ذا و نائل ذا إذاصحا و إذا سكر

  • و نائل ذا إذاصحا و إذا سكر و نائل ذا إذاصحا و إذا سكر

و التوفي قبض الشي‏ء بتمامه يقال توفيتهو استوفيته.

المعنى‏‏

ثم ذكر سبحانه وعيد المكذبين فقال«فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏عَلَى اللَّهِ كَذِباً» أي لا أحد أظلممنه صورته صورة الاستفهام و المراد بهالإخبار و إنما جاء بلفظ الاستفهام ليكونأبلغ «أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ» الدالةعلى توحيده و نبوة رسله «أُولئِكَيَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ»أي من العذاب إلا أنه كنى عن العذاببالكتاب لأن الكتاب ورد به كقوله «لكِنْحَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَىالْكافِرِينَ» عن الحسن و أبي صالح و قيلمعناه ينالهم نصيبهم من العمر و الرزق و ماكتب لهم من الخير و الشر فلا يقطع عنهمرزقهم بكفرهم عن الربيع و ابن زيد و قيلينالهم جميع ما كتب لهم و عليهم عن مجاهد وعطية «حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا»يعني الملائكة أي حتى إذا استوفوا أرزاقهمو جاءهم ملك الموت مع أعوانه«يَتَوَفَّوْنَهُمْ» أي يقبضون أرواحهم وقيل معناه حتى إذا جاءتهم الملائكة لحشرهميتوفونهم إلى النار يوم القيامة عن الحسن«قالُوا» يعني الملائكة «أَيْنَ ماكُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ»من الأوثان و الأصنام و المراد بهذاالسؤال توبيخهم أي هلا دفعوا عنكم ما نزلبكم من‏