مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 23
نمايش فراداده

سورة الأنعام (6): آية 25

وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةًأَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْوَقْراً وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لايُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَيُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَكَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُالْأَوَّلِينَ (25)

اللغة‏‏

الأكنة جمع كنان و هو ما وقى شيئا و سترهمثل عنان و أعنة قال الليث كل شي‏ء وقىشيئا فهو كنانة و كنه و الفعل منه كننت وأكننت و الكنة امرأة الابن أو الأخ لأنهافي كنه و استكن الرجل من الحر و اكتن استترو الوقر الثقل في الأذن و الوقر بكسر الواوالحمل قال أبو زيد وقرت أذنه توقر وقرا وقال الكسائي وقرت أذنه فهي موقورة قالالشاعر:


  • و كلام سي‏ء قد وقرت أذني منه و ما بي منصمم‏

  • أذني منه و ما بي منصمم‏ أذني منه و ما بي منصمم‏

و أساطير واحدتها أسطورة و أسطارة مأخوذمن سطر الكتاب و هو سطر و سطر فمن قال سطرجمعه أسطارا و من قال سطر فجمعه في القليلأسطر و الكثير سطور و قال رؤبة:


  • إني و أسطار سطرن سطرا لقائل يا نصرنصرا نصرا

  • لقائل يا نصرنصرا نصرا لقائل يا نصرنصرا نصرا

و جمع أسطار أساطير قال الزجاج و تأويلالسطر في اللغة أن تجعل شيئا ممتدا مؤلفا وقال الأخفش أساطير جمع لا واحد له نحوأبابيل و مذاكير و قال بعضهم واحدالأبابيل إبيل بالتشديد و كسر الألف والجدال الخصومة سمي بذلك لشدته و قيل أنهمشتق من الجدالة و هي الأرض لأن أحدهمايلقي صاحبه على الأرض.

الإعراب‏‏

«أَنْ يَفْقَهُوهُ» موضعه نصب على أنهمفعول له المعنى لكراهة أن يفقهوه فلماحذفت اللام نصبت الكراهة و لما حذفتالكراهة انتقل نصبها إلى أن قاله الزجاجيريد أنه حذف المضاف و أقيم المضاف إليهمقامه و «يُجادِلُونَكَ» في موضع نصب علىالحال.

النزول‏

قيل أن نفرا من مشركي مكة منهم النضر بنالحارث و أبو سفيان بن حرب و الوليد بنالمغيرة و عتبة بن ربيعة و أخوه شيبة وغيرهم جلسوا إلى رسول الله (ص) و هو يقرأالقرآن فقالوا للنضر ما يقول محمد فقالأساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عنالقرون الماضية فأنزل الله هذه الآية.