الكفار «وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِآياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْلَمْ يَسْمَعْها» الآية و لو كان في أذنيهوقر مانع عن السماع مزيل للقدرة لكان لامعنى لقوله «كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِوَقْراً» و لكان لا يستحق المذمة لأنه لميعط آلة السمع فكيف يذم على ترك السمع«حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ» يعنيأنهم إذا دخلوا عليك بالنهار يجيئونمجيء مخاصمين مجادلين رادين عليك قولك ولم يجيؤوا مجيء من يريد الرشاد و النظرفي الدلالة الدالة على توحيد الله و نبوةنبيه «يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْهذا» أي ما هذا القرآن «إِلَّا أَساطِيرُالْأَوَّلِينَ» أي أحاديث الأولين التيكانوا يسطرونها عن الضحاك و قيل معنىالأساطير الترهات و البسابس مثل حديث رستمو إسفنديار و غيره مما لا فائدة فيه و لاطائل تحته و قال بعضهم أن جدالهم هذا القولمنهم و قيل هو مثل قولهم أ تأكلون ماتقتلونه بأيديكم و لا تأكلون ما قتله اللهتعالى.
وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَعَنْهُ وَ إِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّأَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ (26)
الناي البعد يقال نأيت عنه أنأى نأيا ومنه أخذ النؤي و هو الحاجز حول البيت لئلايدخله الماء.
ثم كنى عن الكفار الذين تقدم ذكرهم فقال«وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ» أي ينهون الناس عناتباع النبي (ص) و يتباعدون عنه فرارا منهعن ابن عباس و محمد بن الحنفية و الحسن والسدي و قيل معناه ينهون الناس عن استماعالقرآن لئلا يقع في قلوبهم صحته ويتباعدونهم عن استماعه عن قتادة و مجاهد واختاره الجبائي و قيل عنى به أبا طالب بنعبد المطلب و معناه يمنعون الناس عن أذىالنبي (ص) و لا يتبعونه عن عطا و مقاتل و هذالا يصح لأن هذه الآية معطوفة على ما تقدمهاو ما تأخر عنها معطوف عليها و كلها في ذمالكفار المعاندين للنبي (ص) هذا و قد ثبتإجماع أهل البيت (ع) على إيمان أبي طالب وإجماعهم حجة لأنهم أحد الثقلين اللذين أمرالنبي (ص) بالتمسك بهما
بقوله إن تمسكتم بهما لن تضلوا
و يدل على ذلك أيضا ما
رواه ابن عمر أن أبا بكر جاء بأبيه أبيقحافة