مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 296
نمايش فراداده

سورة الأعراف (7): الآيات 134 الى 136

وَ لَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُقالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِماعَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّاالرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ(134) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُالرِّجْزَ إِلى‏ أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُإِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنامِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّبِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (136)

اللغة‏‏

أصل الرجز الميل عن الحق و منه «وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» يعني عبادة الوثن والعذاب رجز لأنه عقوبة على الميل عن الحق والرجز رعدة في رجل الناقة لداء يلحقهاتعدل به عن حق سيرها و الرجز ضرب من الشعرأخذ من رجز الناقة لأنه متحرك و ساكن ثممتحرك و ساكن في كل أجزائه فهو كالرعدة فيرجل الناقة يتحرك بها ثم يسكن ثم يستمر علىذلك و النكث نقض العهد الذي يلزم الوفاء بهو اليم البحر قال ذو الرمة:


  • دوية و دجى ليل كأنهما يم تراطن فيحافاته الروم‏

  • يم تراطن فيحافاته الروم‏ يم تراطن فيحافاته الروم‏

و الغفلة حال تعتري النفس تنافي الفطنة واليقظة.

الإعراب‏‏

إذا ظرف المفاجاة على ما تقدم بيانه وليست مضافة إلى الجملة بل هي بمنزلة هناك وقد يكتفي بالاسم كما تقول خرجت فإذا زيد وفيه وقوع خلاف المتوقع منهم لأنه أتى منهمنقض العهد بدلا من الوفاء فكأنه فاجأالرأي عجب من نكثهم و إذا هذه جواب لما ومثله قوله وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌبِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْيَقْنَطُونَ و لا يجوز أن يجاب الشرط بإذلأن إذ لا يكون إلا للوقت الماضي و الجوابإنما يكون بعد الأول و لذلك يصلح فيه الفاءو لا يصلح الواو و حرف الجزاء إنما يقلبالفعل إلى الاستقبال دون الوقت.

المعنى‏‏

ثم أخبر سبحانه عنهم أيضا فقال «وَ لَمَّاوَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ» أي العذابعن الحسن و قتادة و مجاهد و هو ما نزل بهممن الطوفان و غيره و قيل هو الطاعون أصابهمفمات من القبط سبعون ألف إنسان و هو العذابالسادس عن سعيد بن جبير و مثله‏

ما روي عن أبي عبد الله (ع) أنه أصابهم ثلجأحمر و لم يروه قبل ذلك فماتوا فيه و جزعواو أصابهم ما لم يعهدوه قبله‏

«قالُوا» يعني فرعون و قومه «يا مُوسَىادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَعِنْدَكَ» أي‏