مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 297
نمايش فراداده

بما تقدم إليك أن تدعوه به فإنه يجيبك كماأجابك في آياتك و قيل بما عهد عندك أنا لوآمنا لرفع عنا العذاب و قيل بما عهد عندكمن النبوة عن أبي مسلم فعلى هذا يكون الباءباء القسم و المعنى بحق ما آتاك الله منالنبوة لما دعوت الله ليكشف هذا عنا«لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ» أيالعذاب «لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ» أي نصدقك فيأنك نبي أرسلك الله «وَ لَنُرْسِلَنَّمَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ» أي نطلقهم منالاستخدام و تكليف الأعمال الشاقة«فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ»أي فلما رفعنا عنهم العذاب «إِلى‏ أَجَلٍهُمْ بالِغُوهُ» يعني الأجل الذي عرفهمالله فيه و قيل هو الأجل المقدر عن الحسن«إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ» أي ينقضون العهد«فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ» أي فجزيناهمعلى سوء صنيعتهم بالعذاب ثم فسر ذلكالعذاب فقال «فَأَغْرَقْناهُمْ فِيالْيَمِّ» أي البحر «بِأَنَّهُمْكَذَّبُوا بِآياتِنا» أي فعلنا ذلك بهمجزاء بتكذيبهم آياتنا و حججنا و براهينناالدالة على صدق موسى و صحة نبوته و جحودهملها «وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ» معناهأنه أنزل عليهم العذاب و كانوا غافلين عننزول ذلك بهم و قيل معناه إنا عاقبناهمبتكذيبهم و تعرضهم لأسباب الغفلة و عملهمعمل الغافل عنها فيكون وعيدا لهم علىالإعراض عن الآيات.

سورة الأعراف (7): آية 137

وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَكانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَالْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا الَّتِيبارَكْنا فِيها وَ تَمَّتْ كَلِمَتُرَبِّكَ الْحُسْنى‏ عَلى‏ بَنِيإِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمَّرْناما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُوَ ما كانُوا يَعْرِشُونَ (137)

القراءة‏‏

قرأ ابن عامر و أبو بكر يعرشون بضم الراء والباقون بكسرها.

الحجة‏‏

هما لغتان فصيحتان و الكسر أفصح.

اللغة‏‏

قال أبو عبيدة يعرشون يبنون يقال عرش مكةأي بناؤها.

الإعراب‏‏

يجوز أن يكون مشارق الأرض و مغاربها إنماانتصب بأنه مفعول أورثنا و يجوز أن يكونظرفا على تقدير و أورثناهم الأرض فيمشارقها و مغاربها و قيل إنما انتصب مشارقالأرض و مغاربها على الظرف للاستضعاف والتقدير و أورثنا القوم الذين كانوا