مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 310
نمايش فراداده

موسى نبه عقيبه على أنه سبحانه لا يظهرالمعجزات على يد من ليس بنبي و أبان عن صدقموسى و محمد (ع) لمكان المعجزة (و ثالثها)أنه خطاب لموسى و زيادة في البيان عن إتمامما وعده في إهلاك أعدائه و صرفهم عنالاعتراض على آياته و معناه خذها آمنا منطعن الطاعنين فإني سأصرف (و رابعها) أنالآيتين اعتراض بين قصة موسى و الخطابلنبينا محمد (ص) و المراد أنه يصرفالمتكبرين عن آياته كما صرف فرعون عن موسى.

سورة الأعراف (7): آية 148

وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى‏ مِنْبَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاًجَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ يَرَوْاأَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَ لايَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (148)

القراءة‏‏

قرأ حمزة و الكسائي حليهم بكسر الحاء واللام و قرأ يعقوب حليهم بفتح الحاء و سكوناللام و قرأ الباقون «حُلِيِّهِمْ» بضمالحاء و كسر اللام.

الحجة‏‏

من قرأ بضم الحاء فإنه جمع حلي نحو ثدي وثدي و جمعه لأنه أضافه إلى جمع و من قرأبكسر الحاء أتبع الكسرة الكسرة و كرهالخروج من الضمة إلى الكسرة و أجري مجراهفي قسي و نحوه و من قرأ حليهم فلأنه اسم جنسيقع على القليل و الكثير.

اللغة‏‏

الاتخاذ اجتباء الشي‏ء لأمر من الأمورفهؤلاء: اتخذوا العجل للعبادة و الحلي مااتخذ للزينة من الذهب و الفضة و يقال حليالشي‏ء في عيني يحلي حلي و حلا في فمي يحلوحلاوة. و حليت الرجل تحلية إذا وصفته بماترى منه و تحلى بكذا تزين به و تحسن و الجسدجسم الحيوان مثل البدن و هو روح و جسدفالروح ما لطف و الجسد ما كثف و الجسم يقععلى جسد الحيوان و غيره من الجمادات والخوار صوت الثور و هو صوت غليظ و بناءفعال يدل على الآفة نحو الصراخ و السكات والعطاس.

الإعراب‏‏

موضع من حليهم نصب تقديره اتخذوا حليهمعجلا و جسدا بدل من عجل.

المعنى‏‏

ثم عاد الكلام إلى قصة بني إسرائيل و ماأحدثوه عند خروج موسى (ع) إلى ميقات ربهفقال سبحانه «وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى‏»يعني السامري و من جرى على طريقته و قيليعني جميعهم لأن منهم من ساق العجل و منهممن عبده و منهم من لم ينكر و إنما أنكر