مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 357
نمايش فراداده

و العابدين لها جميعا فغلب ما يعقل على مالا يعقل و يجوز أن يكون على أنهم يعظمونهاتعظيم من يعقل و يصورونها على صورة من يعقلفكني عنهم كما يكنى عن العقلاء كقوله وَالشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِيساجِدِينَ «وَ لا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْنَصْراً وَ لا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ»أي و يشركون به و يعبدون من لا يستطيع نصرعابديه و لا نصر نفسه بأن يدفع عن نفسه منأراد به الضر و من هذه صورته فهو في غايةالعجز فكيف يكون إلها معبودا «وَ إِنْتَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى‏ لايَتَّبِعُوكُمْ» قيل معناه و إن دعوتمالأصنام التي عبدوها إلى الهدى فإنها لاتقبل الهدى عن أبي علي الجبائي بين بذلكضعف أمرها بأنها لا تهدي غيرها و لا تهتديبأنفسها و إن دعيت إلى الهدى و قيل معناهإن دعوتم المشركين الذين أصروا على الكفرإلى دين الحق لم يؤمنوا و هو نظير قوله«سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْأَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ»عن الحسن «سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْصامِتُونَ» أي سواء عليكم دعاؤهم و السكوتعنهم و إنما قال «أَمْ أَنْتُمْصامِتُونَ» و لم يقل أم صمتم فيكون فيمقابل «أَ دَعَوْتُمُوهُمْ» ليفيد الماضيو الحال فإن المقابلة كانت تدل على الماضيفحسب و صورة اللفظ تدل على معنى الحال ومثل قول الشاعر:

سواء عليك الفقر أم بت ليلة *** بأهل القبابمن نمير بن عامر.

سورة الأعراف (7): الآيات 194 الى 195

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِاللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْفَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْإِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (194) أَ لَهُمْأَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْأَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْأَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْآذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُواشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاتُنْظِرُونِ (195)

القراءة‏‏

قرأ أبو جعفر وحده يبطشون هاهنا و فيالقصص و الدخان بضم الطاء و الباقونبكسرها و قرأ هشام و يعقوب كيدوني بياء فيالوقف و الوصل و وافقهما أبو جعفر و أبو