مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 375
نمايش فراداده

و صاحبها أبو سفيان بن حرب لئلا تلحقكممشقة دون النفير و هو الجيش من قريش قالالحسن كان المسلمون يريدون العير و رسولالله يريد ذات الشوكة كنى بالشوكة عنالحرب لما في الحرب من الشدة عن قطرب و قيلذات الشوكة ذات السلاح «وَ يُرِيدُاللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّبِكَلِماتِهِ» معناه و الله أعلمبالمصالح منكم فأراد أن يظهر الحق بلطفه ويعز الإسلام و يظفركم على وجوه قريش ويهلكهم على أيديكم بكلماته السابقة وعداته في قوله وَ لَقَدْ سَبَقَتْكَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ وقوله لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِكُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وقيل بكلماته أي بأمره لكم بالقتال «وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ» أييستأصلهم فلا يبقي منهم أحدا يعني كفارالعرب «لِيُحِقَّ الْحَقَّ» أي إنما يفعلذلك ليظهر الإسلام «وَ يُبْطِلَالْباطِلَ» أي الكفر بإهلاك أهله «وَ لَوْكَرِهَ الْمُجْرِمُونَ» أي الكافرون وذكر البلخي عن الحسن أن قوله «وَ إِذْيَعِدُكُمُ اللَّهُ» الآية نزلت قبل قوله«كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَبِالْحَقِّ» و هي في القراءة بعدها.

قصة غزاة بدر

قال أصحاب السير و ذكر أبو حمزة و علي بنإبراهيم في تفسيرهما دخل حديث بعضهم فيبعض أقبل أبو سفيان بعير قريش من الشام وفيها أموالهم و هي اللطيمة و فيها أربعونراكبا من قريش فندب النبي (ص) أصحابهللخروج إليها ليأخذوها و قال لعل الله أنينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم و ثقلبعضهم و لم يظنوا أن رسول الله (ص) يلقيكيدا و لا حربا فخرجوا لا يريدون إلا أباسفيان و الركب لا يرونها إلا غنيمة لهمفلما سمع أبو سفيان بمسير النبي (ص) استأجرضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة و أمرهأن يأتي قريشا فيستنفرهم و يخبرهم أنمحمدا (ص) قد تعرض لغيرهم في أصحابه فخرجضمضم سريعا إلى مكة و كانت عاتكة بنت عبدالمطلب رأت فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضمبن عمرو بثلاث ليال أن رجلا أقبل على بعيرله ينادي يا آل غالب اغدوا إلى مصارعكم ثموافى بجمله على أبي قبيس فأخذ حجرا فدهدههمن الجبل فما ترك دارا من دور قريش إلاأصابته منه فلذة فانتبهت فزعة من ذلك وأخبرت العباس بذلك فأخبر العباس عتبة بنربيعة فقال عتبة هذه مصيبة تحدث في قريش وفشت الرؤيا فيهم و بلغ ذلك أبا جهل فقالهذه نبية ثانية في بني عبد المطلب و اللاتو العزى لننظرن ثلاثة أيام فإن كان ما رأتحقا و إلا لنكتبن كتابا بيننا أنه ما منأهل بيت من العرب أكذب رجالا و نساء من بنيهاشم فلما كان اليوم الثالث أتاهم ضمضميناديهم بأعلى الصوت يا آل غالب يا آل غالباللطيمة اللطيمة العير العير أدركوا و ماأراكم تدركون أن محمدا و الصباة من أهليثرب قد خرجوا