مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 388
نمايش فراداده

يقال للنعمة بلاء كما يقال للمضرة بلاءلأن أصل البلاء ما يظهر به الأمر من الشكرو الصبر فيبتلي سبحانه عباده أي يختبرهمبالنعم ليظهر شكرهم عليها و بالمحن والشدائد ليظهر عندها الصبر الموجب للأجر والبلاء الحسن هاهنا هو النصر و الغنيمة والأجر و المثوبة.

النظم‏

و قيل في وجه اتصال هذه الآية بما قبلهاوجهان (أحدهما) أنه سبحانه لما أمرهمبالقتال في الآية المتقدمة ذكر عقبيها أنما كان من الفتح يوم بدر و قهر المشركينإنما كان بنصرته و معونته تذكير للنعمة عنأبي مسلم (و الآخر) أنهم لما أمروا بالقتالثم كان بعضهم يقول أنا قتلت فلانا و أنافعلت كذا نزلت الآية على وجه التنبيه لهملئلا يعجبوا بأعمالهم.

سورة الأنفال (8): الآيات 18 الى 21

ذلِكُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِالْكافِرِينَ (18) إِنْ تَسْتَفْتِحُوافَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَ إِنْتَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْتَعُودُوا نَعُدْ وَ لَنْ تُغْنِيَعَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَ لَوْكَثُرَتْ وَ أَنَّ اللَّهَ مَعَالْمُؤْمِنِينَ (19) يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُوَ لا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ أَنْتُمْتَسْمَعُونَ (20) وَ لا تَكُونُواكَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لايَسْمَعُونَ (21)

القراءة‏‏

قرأ أهل الحجاز و أبو عمرو و يعقوب بروايةروح موهن بالتشديد غير منون، «كَيْدِ»بالجر على الإضافة و قرأ الباقون موهنبالتنوين و التخفيف، كيد بالنصب و قرأ حفصعن عاصم «مُوهِنُ» بالتخفيف، كيد بالنصب وقرأ أهل المدينة و ابن عامر و حفص «وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ» بفتحالألف و الباقون بكسر الألف.

الحجة‏‏

من قرأ «مُوهِنُ» فإنه من أوهنته أي جعلتهواهنا و من شدد فإنه من وهنته كما يقال فرحو فرحته و كلاهما حسن و من قرأ و إن اللهبكسر الهمزة فإنه قطعه مما قبله و يقويه‏