(و الآخر) أن يكون بمعنى موضع الرجوع أيإليه موضع رجوعكم يكون إذا شاء «وَعْدَاللَّهِ حَقًّا» أي وعد الله تعالى ذلكعباده وعدا حقا صدقا «إِنَّهُ يَبْدَؤُاالْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ» أي يبتدئالخلق ابتداء ثم يعيدهم بعد موتهم«لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» أي ليؤتيهم جزاءأعمالهم «بِالْقِسْطِ» أي بالعدل لا ينقصمن أجورهم شيئا «وَ الَّذِينَ كَفَرُوالَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ» أي ماء حارقد انتهى حره في النار «وَ عَذابٌأَلِيمٌ» و جميع «بِما كانُوايَكْفُرُونَ» أي جزاء على كفرهم.
وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أنه قال أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً قالوا و كيف لانعجب و لا علم لنا بالمرسل فقال «إِنَّرَبَّكُمُ اللَّهُ» و يجوز أن يكون علىأنه لما قال أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً وكان هذا حكما على الله سبحانه فكأنه قال أفتحكمون عليه و هو ربكم قال الأصم و يحتملأن يكون هذا ابتداء خطاب للخلق جميعا احتجالله بها على عباده بما بين من بدائع صنعهفي السماوات و الأرض و في أنفسهم.
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَإِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِلِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِياخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ماخَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ(6)
قرأ أهل البصرة و ابن كثير و حفص و العجلي«يُفَصِّلُ» بالياء و الباقون نفصلبالنون.
الحجة من قرأ بالياء فلأنه تقدم ذكر الله سبحانهفأضمره في الفعل و من قرأ بالنون فمثل قولهتِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها
الجعل إيجاد ما به يكون الشيء على صفة لميكن عليها و الضياء يجوز أن يكون جمع ضوءكسوط و سياط و حوض و حياض و يجوز أن يكونمصدر ضاء يضوء ضياء