الأربعون فما زاد عليها و كانت الدراهمعشرين درهما عن ابن عباس و ابن مسعود والسدي و هو المروي عن علي بن الحسين (ع) قالو كانوا عشرة فاقتسموها درهمين درهمين و قيل كانت اثنين و عشرين درهما عن مجاهد وقيل كانت أربعين درهما عن عكرمة و قيل ثمانية عشر درهما عن أبي عبد الله (ع) و اختلف فيمن باعه فقيل أن إخوة يوسفباعوه و كان يهوذا منتبذا ينظر إلى يوسففلما أخرجوه من البئر أخبر إخوته فأتوامالكا و باعوه منه عن ابن عباس و مجاهد وأكثر المفسرين و قيل باعه الواجدون بمصرعن قتادة و قيل أن الذين أخرجوه من الجبباعوه من السيارة عن الأصم و الأصح الأول وذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال فلميزل مالك بن زغر و أصحابه يتعرفون من اللهالخير في سفرهم ذلك حتى فارقوا يوسفففقدوا ذلك قال و تحرك قلب مالك ليوسففأتاه فقال أخبرني من أنت فانتبه له يوسف ولم يكن مالك يعرفه فقال أنا يوسف بن يعقوببن إسحاق بن إبراهيم فألزمه مالك و بكى وكان مالك رجلا عاقرا لا يولد له فقال ليوسفلو دعوت ربك أن يهب لي ولدا فدعا يوسف ربهأن يجعل له ولدا و يجعلهم ذكورا فولد لهاثنا عشر بطنا في كل بطن غلامان «وَ كانُوافِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ» قيل يعني به أنالذين اشتروه كانوا من الزاهدين في شرائهلأنهم وجدوا علامة الأحرار و أخلاق أهلالبر و النبل فلم يرغبوا فيه مخافة أنيلحقهم تبعة في استعباده و قيل معناه وكانوا من الزاهدين في نفس يوسف لم يشروهللفجور و إنما اشتروه للربح و قيل المرادبه الذين باعوه من إخوته كانوا غير راغبينفي يوسف و لا في ثمنه و لكنهم باعوه حتى لايظهر ما فعلوا به و كان قصدهم تبعيده و قيلكانوا من الزاهدين في يوسف لأنهم لميعرفوا موضعه من الله سبحانه و كرامتهعليه و لا تنافي بين هذه الأقوال فيجوز حملالآية على جميعها و قيل إن الذين باعوهبمصر كانوا من الزاهدين في ثمنه لأنهمعلموا أنه لقطة و ليست ببضاعة.
وَ قالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَلامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسىأَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُوَلَداً وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَفِي الْأَرْضِ وَ لِنُعَلِّمَهُ مِنْتَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَ اللَّهُغالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَ لكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُحُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذلِكَ نَجْزِيالْمُحْسِنِينَ (22)