مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 53
نمايش فراداده

أرانا موضعين لحتم غيب *** و نسخر بالطعام وبالشراب‏ و ربما قالوا للراكب وضع بغير ألف و وضعتالناقة تضع وضعا و وضوعا و أوضعتها إيضاعاقال:

يا ليتني فيها جذع *** أخب فيها و أضع‏ خلالكم أي بينكم مشتق من التخلل و في الحديث تراصوا بين الصفوف لا يتخللكمالشياطين كأنها ببنات حذف‏ و التقليب تصريف الشي‏ء بجعل أعلاه أسفلهو رجل حول قلب كأنه يقلب الآراء في الأمورو يحولها.

المعنى‏ ثم أخبر سبحانه عن هؤلاء المنافقين فقال«وَ لَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ» مع النبي(ص) نصرة له أو رغبة في جهاد الكفار كماأراد المؤمنون ذلك «لَأَعَدُّوا لَهُعُدَّةً» أي لاستعدوا للخروج عدة و هي مايعد لأمر يحدث قبل وقوعه و المراد لأخذواأهبة الحرب من الكراع و السلاح لأن أمارةمن أراد أمرا أن يتأهب له قبل حدوثه «وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ»معناه و لكن كره الله خروجهم إلى الغزولعلمه أنهم لو خرجوا لكانوا يمشونبالنميمة بين المسلمين و كانوا عيوناللمشركين و كان الضرر في خروجهم أكثر منالفائدة «فَثَبَّطَهُمْ» عن الخروج الذيعزموا عليه لا عن الخروج الذي أمرهم به لأنالأول كفر و الثاني طاعة و لا ينبغي أنيقال كيف كره انبعاثهم بعد ما أمر به فيالآية الأولى لأنه إنما أمر بذلك على وجهالذب عن الدين و نية الجهاد و كره ذلك علىنية التضريب و الفساد فقد كره غير ما أمربه و معنى ثبطهم بطأ بهم و خذلهم لما يعلممنهم من الفساد «وَ قِيلَ اقْعُدُوا مَعَالْقاعِدِينَ» أي و قيل لهم اقعدوا معالنساء و الصبيان و يحتمل أن يكونالقائلون لهم ذلك أصحابهم الذين نهوهم عنالخروج مع النبي (ص) للجهاد و يحتمل أن يكونذلك من كلام النبي (ص) لهم على وجه التهديدو الوعيد لا على وجه الإذن و يجوز أن يكونأيضا على وجه الإذن لهم في القعود الذيعاتبه الله تعالى عليه إذ كان الأولى أن لايأذن لهم ليظهر للناس نفاقهم قال أبو مسلمهذا يدل على‏