و هو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال اعدليا رسول الله فقال ويلك و من يعدل إذا لمأعدل فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فأضربعنقه فقال النبي (ص) دعه فإن له أصحابايحتقر أحدكم صلاته مع صلاتهم و صيامه معصيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم منالرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيءثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء ثمينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء قد سبقالفرث و الدم آيتهم رجل أسود في إحدى ثدييهأو قال في إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو مثلالبضعة تدردر يخرجون على فترة من الناس و في حديث آخر فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذاخرجوا فاقتلوهم فنزلت «وَ مِنْهُمْ مَنْيَلْمِزُكَ» الآية قال أبو سعيد الخدريأشهد أني سمعت هذا من رسول الله (ص) و أشهدأن عليا (ع) حين قتلهم و أنا معه جيءبالرجل على النعت الذي نعته رسول الله (ص)رواه الثعلبي بإسناده في تفسيره و قال الكلبي نزلت في المؤلفة قلوبهم و همالمنافقون قال رجل منهم يقال له ابنالجواظ لم يقسم بالسوية فأنزل الله الآيةو قال الحسن أتاه رجل و هو يقسم فقال أ لستتزعم أن الله تعالى أمرك أن تضع الصدقات فيالفقراء و المساكين قال بلى قال فما لكتضعها في رعاة الغنم قال أن نبي الله موسى(ع) كان راعي غنم فلما ولى الرجل قال (ع)احذروا هذا و قال ابن زيد قال المنافقون ما يعطيهامحمد إلا من أحب و لا يؤثر بها إلا هواهفنزلت الآية.
ثم أخبر سبحانه عنهم فقال «وَ مِنْهُمْ»أي و من هؤلاء المنافقين «مَنْ يَلْمِزُكَفِي الصَّدَقاتِ» أي يعيبك و يطعن عليك فيأمر الصدقات «فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها» أيمن تلك الصدقات «رَضُوا» و أقروا بالعدل«وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْيَسْخَطُونَ» أي يغضبون و يعيبون و قال أبو عبد الله (ع) أهل هذه الآية أكثر منثلثي الناس «وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُاللَّهُ وَ رَسُولُهُ» معناه و لو أنهؤلاء المنافقين الذين طلبوا منك الصدقاتو عابوك بها رضوا بما أعطاهم الله و رسوله«وَ قالُوا» مع ذلك «حَسْبُنَا اللَّهُ»أي كفانا الله أو كافينا الله«سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ» أي سيعطينا الله من فضله وإنعامه و يعطينا رسوله مثل ذلك و قالوا«إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ» في أنيوسع علينا من فضله فيغنينا عن أموالالناس و قيل يعني راغبون إليه فيما يعطينامن الثواب و يصرف عنا من العذاب و جواب أومحذوف و تقديره لكان خيرا لهم و أعود عليهمو حذف الجواب في مثل هذا الموضع أبلغ علىما تقدم بيانه.