مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 16
نمايش فراداده

سورة العنكبوت (29): الآيات 26 الى 30

فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إِنِّيمُهاجِرٌ إِلى‏ رَبِّي إِنَّهُ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَ وَهَبْنالَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ جَعَلْنافِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِيالدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِلَمِنَ الصَّالِحِينَ (27) وَ لُوطاً إِذْقالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَالْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْأَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَ تَأْتُونَ فِينادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَقَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنابِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَالصَّادِقِينَ (29) قالَ رَبِّ انْصُرْنِيعَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)

القراءة

قرأ أهل الكوفة غير حفص أ إنكم لتأتونالفاحشة «أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَالرِّجالَ» بهمزتين فيهما و قرأ أبو عمروبالاستفهام فيهما بهمزة ممدودة آنكم و قرأالباقون «إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَالْفاحِشَةَ» بكسر الهمزة من غير استفهام«أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ»بالاستفهام إلا أن ابن كثير و ورشا و يعقوبقرءوا بهمزة واحدة غير ممدودة و ابن عامر وحفص بهمزتين و أهل المدينة غير ورش بهمزةواحدة ممدودة.

اللغة

هاجر القوم من دار إلى دار معناه تركواالأولى للثانية قال الأزهري أصل المهاجرةخروج البدوي من البادية إلى المدن و تهجرأي تشبه بالمهاجرين و منه حديث عمر هاجرواو لا تهجروا أي أخلصوا الهجرة لله و الناديو الندي المجلس إذا اجتمعوا فيه و تنادىالقوم اجتمعوا في النادي و دار الندوة دارقصي بن كلاب كانوا يجتمعون فيه للمشاورةتبركا به و الأصل من النداء لأن القومينادي بعضهم بعضا.

المعنى‏

ثم عطف سبحانه على ما تقدم بأن قال«فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ» أي فصدق بإبراهيملوط و هو ابن أخته و كان إبراهيم خاله عنابن عباس و ابن زيد و جمهور المفسرين و هوأول من صدق بإبراهيم (ع) «وَ قالَ» إبراهيم«إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى‏ رَبِّي» أي خارجمن‏