مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 246
نمايش فراداده

انْقَلَبُوا فَكِهِينَ و قرأ الآخرونبالألف كل القرآن و قرأ أهل الكوفة غيرعاصم في ظلل بضم الظاء بلا ألف و الباقون«فِي ظِلالٍ» و روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قرأ من بعثنامن مرقدنا و في الشواذ قراءة ابن أبي ليلى يا ويلتا وقرأ أبي بن كعب من هبنا من مرقدنا.

الحجة

الشغل و الشغل لغتان و كذلك الفكه والفاكه و الظلل جمع ظلة و الظلال يجوز أيضاأن يكون جمع ظلة فيكون كبرمة و برام و علبةو علاب و يجوز أن يكون جمع ظل و أما قوله«مَنْ بَعَثَنا» فهو كقولك يا ويلي منأخذك مني قال ابن جني من الأولى متعلقةبالويل كقولك يا تألمي منك و إن شئت كانحالا فتعلقت بمحذوف حتى كأنه قال يا ويلناكائنا من بعثنا فجاز أن يكون حالا منه كماجاز أن يكون خبرا عنه في مثل قول الأعشى:


  • قالت هريرة لما جئت زائرها ويلي عليك وويلي منك يا رجل‏

  • ويلي عليك وويلي منك يا رجل‏ ويلي عليك وويلي منك يا رجل‏

و ذلك أن الحال ضرب من الخبر و أما من فيقوله «مِنْ مَرْقَدِنا» فمتعلقة بنفسالبعث و من قرأ يا ويلتا فأصله يا ويلتيفأبدلت الياء ألفا لأنه نداء فهو موضعتخفيف فتارة تحذف هذه الياء نحو غلام وتارة بالبدل نحو يا غلاما قال:

" يا أبتا علك أو عساكا" فإن قلت كيف قال يا ويلتا و هذا اللفظللواحد و هم جماعة فالقول إنه يكون على أنكل واحد منهم قال يا ويلتا من بعثنا منمرقدنا و نحوه قوله فَاجْلِدُوهُمْثَمانِينَ جَلْدَةً أي فاجلدوا كل واحدمنهم و مثله ما حكاه أبو زيد من قولهمأتينا الأمير فكسانا كلنا حلة و أعطاناكلنا مائة أي كسا كل واحد منا حلة و أعطى كلواحد منا مائة و أما هبنا فيمكن أن يكون هبلغة في أهب و يمكن أن يكون على معنى هب بناأي أيقظنا ثم حذف حرف الجرب فوصل الفعل.

اللغة

قال أبو عبيدة الصور جمع صورة مثل بسرة وبسر و هو مشتق من صاره يصوره صورا إذاأماله فالصورة تميل إلى مثلها بالمشاهدة والجدث القبر و جمعه الأجداث و هذه لغة أهلالعالية و يقول أهل السافلة بالفاء جدف والنسول الإسراع في الخروج يقال نسل ينسل وينسل قال امرؤ القيس:


  • و إن تك قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابيمن ثيابك تنسل‏

  • فسلي ثيابيمن ثيابك تنسل‏ فسلي ثيابيمن ثيابك تنسل‏