مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 253
نمايش فراداده

القراءة

في الشواذ قراءة الحسن و الأعمش ركوبهم وقراءة عائشة و أبي بن كعب ركوبتهم.

الحجة

أما الركوب فمصدر و الكلام على حذف المضافو التقدير فمنها ذو ركوبهم و ذو الركوب هوالمركوب و يجوز أن يكون التقدير فمنمنافعها ركوبهم كما يقول الإنسان لغيره منبركاتك وصول الخير إلي على يدك و أماركوبتهم فهي المركوبة كالقتوبة و الحلوبةو الجزورة لما يقتب و يحلب و يجزر.

المعنى‏

ثم عاد الكلام إلى ذكر الأدلة على التوحيدفقال سبحانه «أَ وَ لَمْ يَرَوْا» معناه أو لم يعلموا «أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ» أيلمنافعهم «مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا» أيمما ولينا خلقه بإبداعنا و إنشائنا لمنشارك في خلقه و لم نخلقه بإعانة معين واليد في اللغة على أقسام منها الجارحة ومنها النعمة و منها القوة منها تحقيقالإضافة يقال في معنى النعمة لفلان عندييد بيضاء و بمعنى القدرة تلقى فلان قوليباليدين أي بالقوة و التقبل و بمعنى تحقيقالإضافة قول الشاعر:


  • دعوت لما نابني مسورا فلبي فلبي يديمسور

  • فلبي فلبي يديمسور فلبي فلبي يديمسور

و إنما ثناه لتحقيق المبالغة في الإضافةإلى مسور و يقولون هذا ما جنت يداك و هوالمعنى في الآية و إذا قال الواحد منا عملتهذا بيدي دل ذلك على انفراده بعمله من غيرأن يكله إلى أحد «أَنْعاماً» يعني الإبل والبقر و الغنم «فَهُمْ لَها مالِكُونَ» أيو لو لم نخلقها لما ملكوها و لما انتفعوابها و بألبانها و ركوب ظهورها و لحومها وقيل فهم لها ضابطون قاهرون لم نخلقهاوحشية نافرة منهم لا يقدرون على ضبطها فهيمسخرة لهم و هو قوله «وَ ذَلَّلْناهالَهُمْ» أي سخرناها لهم حتى صارت منقادة«فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَ مِنْهايَأْكُلُونَ» قسم الأنعام بأن جعل منها مايركب و منها ما يذبح فينتفع بلحمه و يؤكلقال مقاتل الركوب الحمولة يعني‏