وَ بَيْنَكُمْ شَهِيداً» لي بالصدق والإبلاغ و عليكم بالتكذيب و العناد وشهادة الله له قوله مُحَمَّدٌ رَسُولُاللَّهِ و هو في كلام معجز قد ثبت أنه منالله سبحانه و قيل إن شهادة الله له إثباتالمعجزة له بإنزال الكتاب عليه «يَعْلَمُما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» فيعلمأني على الهدى و أنكم على الضلالة «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ» أي صدقوابغير الله عن ابن عباس و قيل بعبادةالشيطان عن مقاتل «وَ كَفَرُوابِاللَّهِ» أي جحدوا وحدانية الله«أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ» خسروا ثوابالله بارتكاب المعاصي و الجحود بالله «وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ» يا محمدأي يسألونك نزول العذاب عاجلا لجحودهم صحةما توعدهم به كما قال النضر بن الحرث أمطرعلينا حجارة من السماء «وَ لَوْ لا أَجَلٌمُسَمًّى» أي وقت قدره الله تعالى أنيعاقبهم فيه و هو يوم القيامة أو أجل قدرهالله تعالى أن يبقيهم إليه لضرب منالمصلحة «لَجاءَهُمُ الْعَذابُ» الذياستحقوه «وَ لَيَأْتِيَنَّهُمْ» العذاب«بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ»بإتيانه و وقت مجيئه ثم ذكر أن موعد عذابهمالنار فقال «يَسْتَعْجِلُونَكَبِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَلَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ» يعني إنالعذاب و إن لم يأتهم في الدنيا فإن جهنممحيطة بهم أي جامعة لهم و هم معذبون فيهالا محالة «يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُمِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِأَرْجُلِهِمْ» يعني أن العذاب يحيط بهم لاأنه يصل إلى موضع منهم دون موضع فلا يبقىجزء منهم إلا و هو معذب في النار عن الحسن وهذا كقوله لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌوَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ «وَ يَقُولُذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أيجزاء أعمالكم و أفعالكم القبيحة.
يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّأَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَفَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُالْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (57)وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَالْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْتَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيهانِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَصَبَرُوا وَ عَلى رَبِّهِمْيَتَوَكَّلُونَ (59) وَ كَأَيِّنْ مِنْدَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُيَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)
قرأ يرجعون بالياء يحيي عن أبي بكر و هشامو الباقون بالتاء و قرأ أهل الكوفة