غير عاصم لنثوينهم بالثاء و الباقون«لَنُبَوِّئَنَّهُمْ» بالباء.
قال أبو علي أما يرجعون بالياء فلان الذيقبله على لفظ الغيبة و «تُرْجَعُونَ» علىأنه انتقل من الغيبة إلى الخطاب مثلإِيَّاكَ نَعْبُدُ بعد قوله الْحَمْدُلِلَّهِ و حجة من قرأ«لَنُبَوِّئَنَّهُمْ» بالباء قوله «وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَمُبَوَّأَ صِدْقٍ» و «إِذْ بَوَّأْنالِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ» و تكوناللام هنا زائدة كزيادتها في قوله «رَدِفَلَكُمْ» و يجوز أن يكون بوأنا لدعاءإبراهيم (ع) و يكون المفعول محذوفا أيبوأنا لدعائه ناسا مكان البيت و من قرألنثوينهم فحجته قوله «وَ ما كُنْتَثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ» أي مقيمانازلا فيهم قال الأعشى:
أثوى و قصر ليلة ليزودا *** و مضى و أخلف منقتيلة موعدا و قال حسان:
" ثوى في قريش بضع عشرة حجة" أي أقام فيهم فإذا تعدى بحرف جر فزيدتعليه الهمزة وجب أن يتعدى إلى المفعولالثاني بحرف جر و ليس في الآية حرف جر قالأبو الحسن قرأ الأعمش لنثوينهم من الجنةغرفا و لا يعجبني لأنك لا تقول أثويتهالدار قال أبو علي و وجهه أنه كان في الأصللنثوينهم من الجنة في غرف كما يقوللننزلنهم من الجنة في غرف و حذف الجار كماحذف من قولك" أمرتك الخير فافعل ما أمرت به"و يقوي ذلك أن الغرف و إن كانت أماكن مختصةفقد أجريت المختصة من هذه الحروف مجرى غيرالمختص نحو قوله:
(كما عسل الطريق الثعلب) و نحو ذهبت الشام عند سيبويه.
خالدين نصب على الحال من الهاء و الميم.«الَّذِينَ صَبَرُوا» في موضع جر صفةللعالمين و يكون المخصوص بالمدح محذوفا أينعم أجر العاملين الصابرين المتوكلينأجرهم و يجوز أن يكون المضاف محذوفا أي نعمأجر العاملين أجر الذين صبروا فحذفالمخصوص بالمدح و أقام المضاف إليه مقامه.«وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُرِزْقَهَا اللَّهُ». موضع كأين مرفوع. و مندابة في موضع التبيين له. و قوله «لاتَحْمِلُ رِزْقَهَا» صفة للمجرور و يكونقوله الله مبتدأ و يرزقها خبره و الجملةخبر كأين.