و قال آخر:
و قال عروة بن حزام:
«أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَالْعالِينَ» أي أ رفعت نفسك فوق قدرك وتعظمت عن امتثال أمري أم كنت من الذين تعلوأقدارهم عن السجود فتعاليت عنه «قالَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْنارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» فضل النارعلى الطين «قالَ فَاخْرُجْ مِنْها» أي منالجنة «فَإِنَّكَ رَجِيمٌ» أي طريد مبعد«وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلىيَوْمِ الدِّينِ قالَ» إبليس عند ذلك«رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِيُبْعَثُونَ» أي أخرني إلى يوم يحشرونللحساب و هو يوم القيامة «قالَ» اللهتعالى له «فَإِنَّكَ مِنَالْمُنْظَرِينَ» أي المؤخرين «إِلىيَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ» و قدفسرنا جميع ذلك فيما تقدم «قالَ» إبليس«فَبِعِزَّتِكَ» أي أقسم بقدرتك التيتقهر بها جميع خلقك «لَأُغْوِيَنَّهُمْ»يعني بني آدم كلهم «أَجْمَعِينَ إِلَّاعِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ» أيأدعوهم إلى الغي و أزين لهم القبائح إلاعبادك الذين استخلصتهم و آثرتهم و عصمتهمفلا سبيل لي عليهم.
قالَ فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ (84)لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ(85) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْأَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَالْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)
قرأ أهل الكوفة غير الكسائي و هبيرة و روحو زيد عن يعقوب «قالَ فَالْحَقُّ» بالرفعو الباقون بالنصب.