مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 342
نمايش فراداده

الحديث كان يتخولهم بالموعظة مخافةالسامة عليهم‏ أي يتعبدهم و الحديث الآخر إذا بلغ بنو أبي العاصثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا و دينالله دخلا و عباد الله خولا أي يظنون عباد الله عبيدهم أعطاهم اللهذلك قال أبو النجم:


  • أعطى فلم يبخل و لم يبخل كوم الذرى منخول المخول‏

  • كوم الذرى منخول المخول‏ كوم الذرى منخول المخول‏

و القانت الداعي و القانت المصلي قال:


  • قانتا لله يتلو كتبه و على عمد من الناساعتزل‏

  • و على عمد من الناساعتزل‏ و على عمد من الناساعتزل‏

آناء الليل واحدها أني و أنى.

الإعراب‏‏

«ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُالْمُلْكُ» ذلكم مبتدأ و الله عطف بيان وربكم بدل من لفظة الله و إن شئت كان خبرالمبتدء. «لَهُ الْمُلْكُ» يرتفع الملكبالظرف و الظرف مع ما ارتفع به في موضعالحال و العامل فيه معنى الإشارة والتقدير ثابتا له الملك و يجوز أن يكونخبرا بعد خبر و كذا قوله «لا إِلهَ إِلَّاهُوَ» جاز أن يكون في موضع الحال أي متوحدابالوحدانية و جاز أن يكون خبرا آخر.«فَأَنَّى تُصْرَفُونَ» أنى في موضع نصبعلى الحال أو على المصدر و معناه كيفتصرفون.

المعنى‏

ثم أبان سبحانه عن كمال قدرته بخلق آدم وذريته فقال «خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍواحِدَةٍ» يعني آدم (ع) لأن جميع البشر مننسله «ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها»يعني حواء أي من فضل طينته و قيل من ضلع منأضلاعه و في قوله «ثُمَّ جَعَلَ مِنْهازَوْجَها» ثم يقتضي التراخي و المهلة وخلق الوالدين قبل الولد ثلاثة أقوال(أحدها) أنه عطف يوجب أن الكلام الثاني بعدالأول و يجري مجرى قول القائل قد رأيت ماكان منك اليوم ثم ما كان منك أمس و إن كانما كان أمس قبل ما يكون اليوم مثله قولالشاعر:


  • و لقد ساد ثم ساد أبوه ثم قد ساد قبل ذلكجده‏

  • ثم قد ساد قبل ذلكجده‏ ثم قد ساد قبل ذلكجده‏

(و ثانيها) أنه معطوف على معنى واحدة فكأنهقال خلقكم من نفس واحدة أوجدها وحدها ثمجعل منها زوجها (و ثالثها) أنه خلق الذريةفي ظهر آدم و أخرجها من ظهره كالذر