مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 372
نمايش فراداده

الواو تارة و حذفت أخرى للتصرف في الكلامو جواب إذا في صفة أهل الجنة محذوف وتقديره حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها وكانوا كيت و كيت فازوا و نالوا المنى و ماأشبه ذلك و هذا معنى قول الخليل لأنه قالفي بيت امرء القيس الجواب محذوف و التقديرفلما أجزنا ساحة الحي و انتحى بنا خلونا ونعمنا و مثله قول بعض الهذليين:


  • حتى إذا سلكوهم في قتائدة شلا كما تطردالجمالة الشردا

  • شلا كما تطردالجمالة الشردا شلا كما تطردالجمالة الشردا

فحذف جواب إذا لأن هذا البيت آخر القصيدةو تحقيقه إن التقدير حتى إذا جاءوها و فتحتأبوابها فالواو واو حال و جواب إذا مضمركما أضمر في قوله «حَتَّى إِذا ضاقَتْعَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ» إلىقوله «ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ» و التقديرقاربوا الهلاك ثم تاب عليهم.

المعنى‏

ثم أخبر سبحانه عن قسمة أحوال الخلائق فيالمحشر بعد فصل القضاء فقال «وَ سِيقَالَّذِينَ كَفَرُوا» أي يساقون سوقا فيعنف «إِلى‏ جَهَنَّمَ زُمَراً» أي فوجابعد فوج و زمرة بعد زمرة «حَتَّى إِذاجاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها» أي حتى إذاانتهوا إلى جهنم فتحت أبواب جهنم عندمجيئهم إليها و هي سبعة أبواب «وَ قالَلَهُمْ خَزَنَتُها» الموكلون بها على وجهالتهجين لفعلهم و الإنكار عليهم «أَ لَمْيَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ» أي منأمثالكم من البشر «يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ»يقرءون عليكم حجج ربكم و ما يدلكم علىمعرفته و وجوب عبادته «وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا»أي و يخوفونكم من مشاهدة هذا اليوم و عذابه«قالُوا» أي قال الكفار لهم «بَلى‏» قدجاءتنا رسل ربنا و خوفونا بآيات الله «وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَىالْكافِرِينَ» أي وجب العقاب على من كفربالله تعالى لأنه أخبر بذلك و علم من يكفرو يوافي بكفره فقطع على عقابه فلم يكنشي‏ء يقع منه خلاف ما علمه و أخبر به فصاركوننا في جهنم موافقا لما أخبر به تعالى ولما علمه «قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَجَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها» أي فيقول عندذلك خزنة جهنم و هم الملائكة الموكلونادخلوا أبواب جهنم مؤبدين لا آخر لعقابكم«فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ»أي بئس موضع إقامة المتكبرين عن الحق وقبوله جهنم «وَ سِيقَ الَّذِينَاتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِزُمَراً» أي يساقون مكرمين زمرة بعد زمرةكقوله «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَإِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً» و إنما ذكرالسوق على وجه المقابلة لسوق الكافرين إلىجهنم كلفظ البشارة في قوله فَبَشِّرْهُمْبِعَذابٍ أَلِيمٍ و إنما البشارة هي الخبرالسار «حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْأَبْوابُها» أي و قد فتحت أبوابها قبلمجيئهم و أبواب الجنة ثمانية