مکارم الأخلاق و معالم الاعلاق

رضی الدین أبی نصر الحسن بن الفضل الطبرسی

نسخه متنی -صفحه : 476/ 313
نمايش فراداده

فهو الاستدراج. وكان من أيمانه لا وأستغفرالله (1).

وقال (عليه السلام): من أذنب من المؤمنينذنبا أجل من غدوة إلى الليل فإن إستغفر لميكتب عليه.

وقال (عليه السلام): إن المؤمن ليذكره اللهالذنب بعد بضع وعشرين سنة حتى يستغفر اللهمنه فيغفر له.

وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): " الاستغفار "وقول " لا إله إلا الله “

خير العبادة، قال الله تعالى " فاعلم أنهلا إله إلا الله وأستغفر لذنبك " (2).

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقائلبحضرته " أستغفر الله ": ثكلتك أمك أتدري ماالاستغفار؟ إن الاستغفار درجة العليينوهو اسم واقع على ستة معان:

أولها: الندم على مضى، والثاني: العزم علىترك العود إليه أبدا، والثالث: أن تؤدي إلىالمخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليسعليك تبعة، والرابع أن تعمد إلى كل فريضةعليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس: أن تعمدإلى اللحم الذي نبت من السحت فتذيبهبالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأبينهما لحم جديد، والسادس:

أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوةالمعصية فعند ذلك تقول: " أستغفر الله ".

من كتاب روضة الواعظين، قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): في الارض أمانانمن عذاب الله سبحانه وقد رفع أحدهمافدونكم الاخر فتمسكوا به، أما الامان الذيرفع فهو رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم)، وأما الامان الباقي فهوالاستغفار، قال الله عزوجل " وما كان اللهليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهموهم يستغفرون " (3). ولا خير في الدنيا إلالرجلين: رجل أذنب ذنبا فهو يتداركهابالتوبة ورجل يسارع إلى الخيرات، ومن أعطىالتوبة لم يحرم القبول ومن أعطى الاستغفارلم يحرم المغفرة، وتصديق ذلك في كتاب اللهعزوجل " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثميستغفر الله

(1) الاستدارج: الارتقاء من درجة إلى درجةوالمراد هنا أن العبد كلما جدد خطيئة جددالله له نعمة فأنساه الاستغفار فيأخذهقليلا قليلا.

(2) سورة محمد: آية 21.

(3) سورة الانفال: آية 33.