منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة

ق‍طب‌ال‍دی‍ن‌ اب‍ی‌ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ س‍ع‍ی‍دب‍ن‌ ه‍ب‍ه‌ال‍ل‍ه‌ ال‍راون‍دی‌؛ ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌: ع‍ب‍دال‍طی‍ف‌ ال‍ک‍وه‍ک‍م‍ری‌

جلد 1 -صفحه : 530/ 459
نمايش فراداده

رسالاته قرنا فقرنا، حتى تمت بنبينا محمدصلّى الله عليه وآله حجته، و بلغ المقطععذره و نذره.

و قدر الارزاق فكثرها و قللها و قسمها علىالضيق و السعة فعدل فيها، ليبتلي من أرادبميسورها و معسورها، و ليختبر بذلك الشكرو الصبر من غنيها و فقيرها.

ثم قرن بسعتها عقابيل فاقتها، و بسلامتهاطوارق آفاتها، و بفرج أفراحها غصصأتراحها.

و خلق الاجال فأطالها و قصرها و قدمها وأخرها، و وصل بالموت أسبابها، و جعلهخالجا لاشطانها و قاطعا لمرائر أقرانها.

عالم السر من ضمائر المضمرين و نجوىالمتخافتين، و خواطر رجم الظنون و عقدعزيمات اليقين، و مسارق أيماض الجفون، وما ضمنته اكنان القلوب و غيابات الغيوب، وما أصغت لاستراقه مصائخ الاسماع و مصائفالذر و مشاتي الهوام و رجع الحنين منالمولهات، و همس الاقدام و منفسح الثمرةمن ولائج غلف الاكمام و منقمع الوحوش منغير ان الجبال و أوديتها و مختبأ البعوضبين سوق الاشجار و ألحيتها، و مغرزالاوراق من الافنان، و محط الامشاج منمسارب الاصلاب، و ناشئة الغيوم ومتلاحمها، و درور قطر السحاب في متراكمها،و ما تسفي الاعاصير بذيولها، و تعفوالامطار بسيولها. و عوم بنات الارض فيكثبان الرمال، و مستقر ذوات الاجنحة بذراشناخيب الجبال، و تغريد ذوات المنطق فيدياجير الاوكار، و ما أوعته الاصداف وحضنت عليه أمواج البحار، و ما غشيته سدفةليل أوذر عليه شارق نهار، و ما اعتقبت عليهأطباق الدياجير و سبحات النور، و أثر كلخطوة، و حس كل حركة، و رجع كل كلمة، و تحريككل شفة، و مستقر كل نسمة،