وفاة السیدة زینب (سلام الله علیها) من کتاب وفیات الأئمة

فرج آل عمران القطیفی

نسخه متنی -صفحه : 55/ 14
نمايش فراداده

فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنة.

وعن الفاضل النائيني البرجردي: أن الحسينلما ودع أخته زينب وداعه الاخير قال لها:يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل، وهذاالخبر رواه هذا الفاضل عن بعض المقاتلالمعتبرة.

وقال بعض ذوي الفضل: أنها (صلوات اللهعليها) ما تركت تهجدها لله تعالى طول دهرهاحتى ليلة الحادي عشر من المحرم.

وروي عن زين العابدين عليه السلام أنهقال: رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس، وروى بعض المتبقين عن الامام زينالعابدين عليه السلام أنه قال: إن عمتيزينب كانت تؤدي صلواتها من الفرائضوالنوافل عند سير القوم بنا من الكوفة إلىالشام من قيام، وفي بعض المنازل كانت تصليمن جلوس فسألتها عن سبب ذلك فقالت:

أصلي من جلوس لشدة الجوع والضعف منذ ثلاثليال، لانها كانت تقسم ما يصيبها منالطعام على الاطفال لان القوم كانوايدفعون لكل واحد منا رغيفا واحدا من الخبزفي اليوم والليلة.

وعن الفاضل النائيني البرجردي المتقدمذكره عن بعض المقاتل المعتبرة عن مولاناالسجاد عليه السلام أنه قال: إن عمتي زينبمع تلك المصائب والمحن النازلة بها فيطريقنا إلى الشام ما تركت [تهجدها] لليلةانتهى كلامه.

فإذا تأمل المتأمل إلى ما كانت عليه هذهالطاهرة من العبادة لله تعالى والانقطاعإليه، يكاد يتيقن بعصمتها (صلوات اللهعليها) وأنها كانت من القانتات اللواتيوقفن حركاتهن وسكناتهن وأنفاسهن للباريتعالى، وبذلك حصلن على المنازل الرفيعة والدرجات العالية التي حكت رفعتها منازلالمرسلين ودرجات الاوصياء (عليهم الصلاةوالسلام).

وأما زهدها عليه السلام: فيكفي في إثباتهما روي عن الامام السجاد من أنها عليهالسلام ما أدخرت شيئا من يومها لغدها أبدا.