أسرار الآیات و أنوار البینات

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 186/ 123
نمايش فراداده

الطبيعي الذي فطر اللّه الأشياء عليهفكذا يمتنع أن يتعلق النفس التي كانتمتعلقة ببدن و خرجت في بعض ما لها منالأحوال من القوة إلى الفعل تارة أخرىبمادة بدنية حادثة عند أول تكونها كالنطفةأو الجنين و نحو ذلك فإن النفس المنسلخة عنبدن من الأبدان قد خرجت في بعض ما لها منكمالات الوجود من القوة إلى الفعل و ظاهرأنها لا يمكن فرض تعلقها الثانوي ببدنجديد إلا عند حدوثه و أول تكونه فإذن يلزممن انتقال النفس إلى بدن آخر كون إنسانواحد بحيث يكون نفسه بالفعل و بدنه بالقوةو هذا محال كما أوضحناه فثبت أن التناسخبالمعنى المذكور محال.

أما التناسخ بمعنى تحول النفس و انتقالهاعلى سبيل الاتصال من نوع إلى نوع فليسبممتنع كنقل الصورة الطبيعية لمادة خلقةالإنسان من الجمادية إلى النباتية و منهاإلى الحيوانية و منها إلى الإنسانية ثمإلى الملكية و ما بعدها أو على وجه النزولكما في أمة موسى عليه السلام ظاهرا و فيهذه الأمة باطنا و هذا الانتقال على وجهالنزول لا ينافي ما ذكرناه آنفا من توجه كلنفس إلى ما فوقها و ذلك لأن الخروج منالقوة إلى الفعل في شي‏ء من الكمالاتالحيوانية لا ينافي الشقاوة في الآخرة بليؤكده فإن الطرق إلى الدار الآخرة متفاوتةبعضها طرق السعادة و الوصول إلى دارالكرامة و القرب من عند اللّه و بعضها طرقالشقاوة و الوصول إلى دار الانتقام والبعد من رضوانه.

و مما ورد في مسخ الباطن لهذه الأمة هو قولالنبي صلّى الله عليه وآله في حق طائفة:إخوان العلانية أعداء السريرة يلبسونجلود الكباش و قلوبهم كالذئاب ألسنتهمأحلى من العسل و قلوبهم أمر من الصبر.

كشف خفاء لبسط ضياء

اعلم أن ما نسب إلى قدماء الحكماءكالفلاطن و من سبقه من أساطين الحكمة و همالمقتبسون أنوار علومهم من مشكاة النبوةهو بعينه ما ورد